هونغ كونغ لإسكات صحيفة "آبل ديلي" عبر تهمة "التواطؤ" مع دولة أجنبية

18 يونيو 2021
الصحيفة في عددها التاريخي صباح اليوم: "يجب أن نستمر" (أنتوني والاس/ فرانس برس)
+ الخط -

وجهت شرطة هونغ كونغ، اليوم الجمعة، لرئيس التحرير والرئيس التنفيذي لصحيفة "آبل ديلي"، المؤيدة للديمقراطية، تهمة التواطؤ مع دولة أجنبية لتعريض الأمن القومي للخطر.

وقالت الشرطة، في بيان، إنها وجهت اتهامات إلى رجلين يبلغان من العمر 47 و59 عاماً من دون أن تذكر اسميهما، وإنهما سيقدمان لمحكمة غرب كولون الجزئية يوم غد السبت، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وذكرت "آبل ديلي" أن الاثنين المتهمين هما رئيس التحرير راين لو والرئيس التنفيذي شونغ كيم-هونغ.

ووجهت الصحيفة رسالة تحدٍّ إلى السلطة الموالية للصين صباح اليوم، ونشرت على صفحتها الأولى عنوان "يجب أن نستمر".

لطالما كانت الصحيفة ومالكها قطب الإعلام جيمي لاي، المسجون حالياً، موضع مراقبة من بكين بسبب دعمها المعسكر المنادي بالديمقراطية وانتقاداتها المتكررة للقادة الصينيين. لكن يبدو أن المسؤولين الصينيين باتوا مصممين على إسكات هذه الصحيفة، في إطار فرض قبضتها على المستعمرة البريطانية السابقة التي يفترض أنها تحظى بحكم ذاتي واسع.

 

توجه أكثر من 500 شرطي أمس الخميس الى مقر الصحيفة، ونفذوا عملية مداهمة. وقالت السلطات ان ذلك بسبب مقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين.

أوقفت السلطات خمسة من مسؤولي الصحيفة، بينهم رئيس تحريرها راين لو ومديرها العام شونغ كيم-هونغ. في ختام هذه المداهمة، عاد الصحافيون إلى قاعة التحرير التي صادرت منها الشرطة بعض أجهزة الكمبيوتر والأقراص الصلبة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

لكن هيئة التحرير عملت طوال الليل تحت أنظار صحافيين من وسائل إعلام أخرى، لكي تصدر الصحيفة التي تأسست عام 1995 اليوم الجمعة.

وقررت رئاسة التحرير نشر افتتاحية قاتمة على صفحتها الأولى مع وجوه الأشخاص الخمسة الذين اعتقلوا وعبارة "شرطة الأمن القومي تداهم صحيفة آبل، تعتقل خمسة أشخاص، وتصادر 44 قرصاً صلباً من التحرير".

وتحتها وبالخط العريض الأصفر كتبت "يجب أن نستمر"، وهي الكلمات التي توجه بها شونغ الى أحد موظفيه حين كانت تقتاده الشرطة وهو مكبل الأيدي.

قررت المجموعة طبع 500 ألف نسخة، وهو عدد أعلى ست مرات من عدد نسخها العادية، مراهنة على أن سكان هونغ كونغ الذين نزلوا بأعداد كبرى عام 2019 لدعم المعركة من أجل الديموقراطية سيسارعون الى شراء هذا العدد التاريخي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

تعرضت صحيفة "آبل ديلي" الصيف الماضي لمداهمة نفذها مئات من عناصر الشرطة الذين أوقفوا لاي، الملياردير الذي صنع ثروته في تجارة الملابس.

وبعد إعادة المستعمرة البريطانية السابقة الى الصين في 1997، برزت صحيفة "آبل ديلي". ففي حين كان العديد من سكان هونغ كونغ قلقين حيال حرياتهم المستقبلية، أصبحت صوت مناصري الديموقراطية والمشككين حيال بكين.

وأصبح لاي الذي دعم "حركة المظلات" في 2014 عدواً لبكين، وتصفه وسائل الإعلام الرسمية بانتظام بأنه "خائن" و"رجل مافيا". ودعم الصحيفة للتظاهرات الضخمة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ العام 2019 زاد من عدائية بكين لها.

استغلت السلطة الصينية انتشار وباء "كوفيد-19"، لكي تقوم بحملة قمع ضد المعسكر المطالب بالديموقراطية، لا سيما عبر قانون الأمن القومي.

المساهمون