هل لا تزال الدراما التركية "الحصان" الرابح؟

09 مارس 2022
حقق مسلسل "حريم السلطان" أعلى نسبة مشاهدة عربياً (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن قبل أيام عن عزم منصة "نتفليكس"، تصوير فيلم يجمع بين نور ومهند؛ الثنائي التركي الذي شغل كثيرين قبل 14 عاماً، في المسلسل التركي الشهير "العشق الممنوع".

بيرين سات، وكيفانش تاتليتوغ، يلتقيان مجدداً في فيلم سيعرض على "نتفليكس"، لم يُعرف عنوانه بعد، وسيصور في نيويورك. عمل من تأليف نوران إيفرين ست، التي تعاونت مع "نتفليكس" في مسلسل "عطية"، وقامت ببطولته بيرين سات، وحقق بحسب المنصة نسبة مشاهدة عالية. تحاول "نتفليكس" دائماً اللعب على عصب التفاعل الشعبي، خصوصاً وأن مسلسل "العشق الممنوع"، لا يزال يحقق أكبر نسبة مشاهدة بحسب الإحصاءات، ودائماً ما تعاود محطة "دي" التركية عرضه بسبب الطلب ونسب المشاهدة التي يحظى بها. في السنوات الأخيرة، تراجعت نسبة المشاهدة للدراما التركية في العالم العربي؛ إذ تعتمد منصّتا "نتفليكس" و"شاهد" على الدراما المشتركة عربياً، فيما لجأت فضائية MBC إلى استنساخ قصص الدراما التركية، وتحويلها إلى العربية، مثل مسلسلي "عروس بيروت" و"ع الحلوة والمرة"، كما يُحضر لمجموعة أخرى مستنسخة، هي "جنايات صغيرة" و"حرب الورود".
كل ذلك أضعف قليلاً من متابعة الدراما التركية عربياً، ومنح المنصّات نسبة أخرى من المشاهدين. ربما سئم الجمهور من الدراما التركية، أو لعلّ تلك المنصات تبحث عّما هو جديد، ومختصر، كما هو حال المسلسلات القصيرة أو السريعة، التي يعتمد أكثرها على عنصر التشويق. كذلك، تُشكّل الجرائم في مثل هذه الإنتاجات القاعدة الأساسية لجذب الجمهور على مدى 15 حلقة في الحد الأقصى.
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عربياً في متابعة الدراما التركية، فيما انخفضت النسبة في بيروت؛ إذ لم تعد تشكل الدراما التركية إلا 22 بالمئة من نسبة المشاهدين، بحسب مصدر في إحدى الفضائيات اللبنانية التي تستورد ما يقارب عشرة مسلسلات تركية في السنة الواحدة. والسبب، برأي المصدر، هو تنامي المنصات وسهولة الاشتراك بها، ما يفتح خيارات عديدة أمام المشاهد العربي، وتجعله يختار المسلسل أو الفيلم الذي يريده.
تشغل الدراما العربية المشتركة مساحة مهمة على أجندة الإنتاج العربي، لكنها في المقابل تعاني اليوم من محسوبيات وتحديات كثيرة حولتها في السنوات الأخيرة إلى مجرد فكر وصناعة تجارية، فيما تخضع بعض شركات الإنتاج إلى حسابات المموّل الخليجي، الذي يحاول أن يفرض سيطرته، ومنافسة شركات الإنتاج التركية والعربية في آن.

هل يستفيد العالم العربي من تراجع نسبة المشاهدة للدراما التركية؟ إذا كانت الإجابة نعم، فما هي القواعد التي وضعت للمنافسة والتغلب على الإنتاج التركي، في ظل استيراد مزيد من المسلسلات التي مضى عليها وقت وإعادة عرضها على الشاشات العربية، وهذا ما يؤكد أن الإنتاجات التركية الجديدة ستكون مكلفة، وتحاول المحطات العربية شراءها بعد العرض الأول، وهذا ما يحصل حالياً في لبنان، مثلاً؛ إذ تُعرض المسلسلات التي مضى على إنتاجها قرابة أربع سنوات، وهي عرضت من قبل على محطات عربية وخليجية خاصة.

المساهمون