هل سيؤثر رأي تايلور سويفت السياسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة؟

08 أكتوبر 2023
لقبت بـ"أميرة البوب غير السياسية" (ديميتريوس كامبوريس/ Getty)
+ الخط -

الحديث عن ظاهرة البوب تايلور سويفت منتشر في كل مكان، بدءًا من فيلمها الموسيقي المقبل، إلى حياتها العاطفية وحتى جولتها العالمية الناجحة للغاية.

ومع تنامي نفوذ الشابة البالغة من العمر 33 عاماً، تجدد النقاش حول ثقلها السياسي المحتمل. فمع وجود مئات الملايين من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي وقاعدة جماهيرية شديدة الولاء، يمكنها تحقيق ما تريده بأقل مجهود منها.

ففي أواخر الشهر الماضي، وبمناسبة اليوم الوطني لتسجيل الناخبين، شجعت سويفت معجبيها على التسجيل للتصويت، ووجهتهم إلى موقع Vote.org، غير الحزبي وغير الربحي.

وتسببت تلك الرسالة في تسجيل المؤسسة أكثر من 35000 تسجيل جديد، أي أكثر بنسبة 23% عن العام الماضي والأكبر منذ عام 2020.

بعد ذلك بوقت قصير، قال حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، لـTMZ، إنّ سويفت "تستخدم شهرتها من أجل الخير". وأضاف: "ما تمكنت من تحقيقه من خلال تحفيز الشباب على الإيمان بأن لديهم صوتًا، وضرورة مشاركتهم في الانتخابات المقبلة، أعتقد أنه قوي للغاية".

أدى انغماس سويفت في السياسة إلى تعرضها للكثير من الانتقادات والثناء؛ كما تلقى تحفظها على مدى سنوات في التعبير عن آرائها السياسية نفس ردة الفعل.

ولطالما أراد كل من اليمين واليسار اعتبارها ملكاً لهم، لكنها ظلت هادئة بشكل واضح لسنوات، بما في ذلك عام 2016 عندما فاز دونالد ترامب بالرئاسة.

دفع صمتها العديد من النقاد إلى التكهن بأن سويفت كانت من الجمهوريين، حتى عام 2018، عندما كسرت صمتها من خلال تأييدها الخصم الديمقراطي للسياسية اليمينية المتطرفة مارشا بلاكبيرن في ولاية تينيسي. الأمر الذي دفع دونالد ترامب للرد على تصريحاتها بأن إعجابه بموسيقى سويفت أصبح الآن "أقل بنسبة 25% تقريبًا".

وعلى الرغم من فوز بلاكبيرن، إلا أنّ تعليقات سويفت بشّرت بعصر جديد لنجمة البوب، التي بدأت تشرح، سواء في فيلمها الوثائقي على "نتفليكس" أو للصحافة، أنها كفنانة شابة قفزت إلى الشهرة، كانت تكافح للسيطرة على صوتها.

وقالت إن المحيطين بها حثوها على عدم الخوض في السياسة، قائلين لها إن ذلك قد يضر بحياتها المهنية، خاصة في ما يخص صناعة موسيقى الريف، والتي تعتبر موسيقى محافظة.

وصرحت سويفت ذات مرة بأنها "نادمة" لعدم دعمها هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، ومنذ ذلك الحين، بدأت بتوجيه انتقادات حادة لترامب.

كما أيدت جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020، ونقلت رسائل مؤيدة لمجتمع المثليين من خلال أغانيها ومقاطع الفيديو الموسيقية، وأدانت إلغاء المحكمة العليا العام الماضي للحق الفيدرالي في الإجهاض.

وأشار الباحث السياسي ديفيد جاكسون إلى أنه على الرغم من أن سويفت أخذت وقتها قبل تقديم الدعم، إلا أنها لم تكن "أميرة البوب غير السياسية" التي وصفها كثير من الناس بذلك.

فقد أدلت بتصريحات واضحة، على سبيل المثال، حول أهمية الحركة النسائية لمجلة مكسيم عام 2015، وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، عندما قالت إن "كراهية النساء متأصلة في الناس منذ ولادتهم". وأضافت: "بالنسبة لي، ربما تكون الحركة النسوية أهم حركة يمكن أن نتبناها، لأنها في الأساس مجرد كلمة أخرى للتعبير عن المساواة".

تعرضت سويفت لانتقادات لاذعة من اليمين، حيث اعتبر الناقد المحافظ تومي لارين أن لها "آراء سياسية.. يسارية .. ليبرالية.. ميتة دماغيًا".

بالنسبة لجاكسون، الذي درس قوة تأييد المشاهير، فإن مثل هذه الهجمات على شخصية بمكانة سويفت هي في ظاهرها "مضحكة". 

ويرى أن هجمات التشهير هذه لا تهدف إلى التقليل من شأن سويفت نفسها بقدر ما تتعلق بـ "مطاردة النفوذ" أو "التمسك بشهرتها، في محاولة للحصول على المزيد من المشاهدات والنقرات والروابط والاهتمام لأنفسهم".

لذا، بينما تستعد حملة بايدن لمباراة ثانية محتملة مع ترامب، هل ينبغي على مساعدي الرئيس مغازلة سويفت؟

يقول جاكسون: "بالتأكيد. 100%. لأنه وبالنظر إلى الفروقات الضيقة التي شهدتها الولايات المتحدة على مدى الدورات العديدة الماضية، فإن جميع العوامل مهمة".

المساهمون