شكّلت اللحوم الحمراء مصدراً لغذاء البشر منذ العصور القديمة. لكن مع الألفية الجديدة، أي قبل حوالى 20 عاماً، بدأت دراسات علمية وطبية عدة تظهر، محذّرة من أضرار تناول هذه اللحوم، إلى جانب أثر استهلاكها على البيئة.
فما هي الحقيقة؟ وهل يجب التوقف عن تناول اللحوم؟ يوضح موقع "هيلثلاين" أن اللحوم المستهلكة اليوم تختلف عن اللحوم التي كان البشر يأكلونها في العقود الماضية. إذ سابقاً، كانت الحيوانات تتجول بحرية وتتغذى على العشب أو الحشرات أو غيرها من الأطعمة الطبيعية. لذلك، يختلف لحم هذه الحيوانات عن تلك التي تولد وتتربى في مزارع أو مصانع، وتتغذى على علف من الحبوب وتُعطى هرمونات ومضادات حيوية تعزز النمو. كذلك إن قسماً كبيراً من لحوم هذه الحيوانات يخضع حالياً للمعالجة بعد ذبحها، فيقوم المزارعون والصناعيون بتدخينها، ثم معالجتها بالنترات والمواد الحافظة والمواد الكيميائية المختلفة. لذلك، عند فحص الآثار الصحية للحوم، من المهم أن ندرك أنها ليست متشابهة.
هكذا من المهم جداً التمييز بين أنواع اللحوم المختلفة:
اللحوم المصنعة: عادة ما تكون هذه المنتجات من الأبقار التي تُربى بشكل تقليدي، ثم تخضع لطرق معالجة مختلفة. تشمل الأمثلة النقانق واللحم المقدد.
اللحوم الحمراء التقليدية: لحوم حمراء تقليدية غير مصنعة إلى حد ما، لكن عادة ما تكون الأبقار قد تربت في مزارع خاصة مرتبطة بشركات التصنيع.
اللحوم العضوية التي تتغذى على العشب: يأتي هذا اللحم من الحيوانات التي تغذت وتربت بشكل طبيعي عضوياً، من دون أدوية أو هرمونات. كذلك فإنها لا تحتوي على أي مواد كيميائية صناعية مضافة.
ومن المهم التمييز بين أنواع اللحوم المختلفة. على سبيل المثال، تختلف اللحوم العضوية التي تتغذى على العشب عن اللحوم المصنعة والمزروعة في المصنع.
انطلاقاً من كل ما سبق، يقول الموقع إن اللحوم الحمراء من أكثر الأطعمة المغذية التي يمكن تناولها، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ومختلف العناصر الغذائية الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة في الصحة.
واللحوم الحمراء غنية أيضاً بالعناصر الغذائية المهمة، مثل الكرياتين والكارنوزين. وغالباً ما يعاني الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم من انخفاض هذه العناصر الغذائية، ما قد يؤثر بوظائف العضلات والدماغ.
وتعتبر لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب مغذية أكثر من لحوم الأبقار التي تتغذى على الحبوب، وتحتوي على الكثير من أوميغا 3 الصحية للقلب، والأحماض الدهنية CLA وكميات أعلى من الفيتامينات.
ما هو المقدار المناسب من اللحوم الحمراء؟
اللحوم مصدر جيد للبروتينات والفيتامينات والمعادن، لكن بعض اللحوم تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم.
إذا كنتم تأكلون الكثير من اللحوم الحمراء والمعالجة، فمن المستحسن أن تقللوا من ذلك، لأنّ من المحتمل أن يكون هناك رابط بين اللحوم الحمراء المعالجة وسرطان الأمعاء.
وإذا كان الإنسان يأكل حالياً أكثر من 90 غراماً (وزن المطبوخ) من اللحوم الحمراء المعالجة يومياً، تنصح وزارة الصحة البريطانية بتخفيض الوزن إلى 70 غراماً.
اختيارات أكثر صحية عند الشراء والطهي
تعتبر نظافة الطعام مهمة عند تخزين اللحوم وإعدادها وطهوها. ويمكن نوع اللحوم الذي تختارونه وطريقة طهوه أن يحدثا فرقاً كبيراً في محتوى الدهون المشبعة.
عند شراء اللحوم، اختاروا الخيار الأقل دهوناً. كقاعدة عامة، كلما زاد اللون الأبيض على اللحوم زادت نسبة الدهون فيه.
يمكن أن تساعد بعض النصائح على خيارات صحية، مثل طلب قطع جافة، والتحقق من ملصق التغذية لمعرفة كمية الدهون التي تحتوي عليها اللحوم المعلبة، واختيار الديك الرومي والدجاج من دون الجلد لأنهما يحتويان على نسبة منخفضة من الدهون، ومحاولة الحد من منتجات اللحوم المصنعة مثل النقانق والسلامي، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون، وغالباً ما تحتوي على نسبة عالية من الملح أيضاً.
هذا وحاولوا الحد من منتجات اللحوم في المعجنات مثل النقانق، لأنها غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح، وقللوا من الدهون عند طهو اللحوم بقطع أي دهن وجلد مرئي قبل الطهو.
ولا تضيفوا دهوناً أو زيتاً إضافياً عند طهو اللحوم، ويستحسن أيضاً شيّ اللحم على رف معدني، فوق صينية، حتى تتسرب الدهون.