"هجوم العمالقة" وقصة غزة وفلسطين... تشابهات واضحة

05 نوفمبر 2023
"هجوم العمالقة" أنمي ياباني من تأليف هاجيمي إيساياما (فيسبوك)
+ الخط -

عُرضت الحلقة الأخيرة من الأنمي الياباني الشهير "هجوم العمالقة" بعد عشر سنوات من أول حلقة في 2013. وهو عمل يحوي تشابهات واضحة مع قصة احتلال فلسطين والعدوان الإسرائيلي على غزة. 

و"هجوم العمالقة" أنمي ياباني من تأليف هاجيمي إيساياما، تبدأ قصته من مدينة عالية الأسوار يحتمي وراءها الناس من عمالقة يدمرون ويأكلون كل ما يجدونه في طريقهم، ومع سنوات العرض، تتكشّف الحقائق حول سر العمالقة وبناء هذا السور وما يخفي وراءه من صراع عالمي. 

وبالرغم من أن العمل الياباني يدور في عالم خيالي، إلا أنه يتناول رمزيات وقصصاً وأحداثاً تشبه حد التطابق ما يجري اليوم، وكل يوم، في غزة وفلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي

ويتناول المسلسل قمعاً منهجياً يتعرّض له شعب "الإلديين"، المضطهد المحاصر داخل مساحات خاصة من دون حقوق أو حرية، المضطر إلى تحمل العنف والإهانة.

ويعاني الإلديون المحاصرون داخل جدران الفصل العنصري على يد "الماريليين"، أما الباقي منهم فقد تعرّض للنفي والتهجير. 

ومثل "طوفان الأقصى"، يهاجم الإلديون في لحظة ما من أحداث "هجوم العمالقة" الماريليين، كردة فعل على العنف المستمر من جانبهم، وهو عنف مستمر لأجيال، بالضبط مثل فلسطين.

والصراع على الأرض عنصر بارز في أحداث الأنمي، حيث نشاهد الصراع من أجل السيطرة على الأرض وأخذها واسترجاعها، مثل أرض فلسطين عبر التاريخ.  

ومثل ما يجرّد الاحتلال والخطاب الغربي الفلسطينيين من إنسانيتهم، رابطاً إياهم بالإرهاب أو من دون اعتبارهم أصلاً بشراً يستحقون التضامن مثل الأوكرانيين، يوصف الإلديون في "هجوم العمالقة" بـ"الشياطين"، كربط غير إنساني سلبي يبرّر اضطهادهم.

وفي الخطاب الغربي، وخصوصاً الإعلام الغربي، تسيطر إسرائيل على السردية بشكل شبه مطلق كما يظهر في تغطية الغرب للعدوان الإسرائيلي الجاري. الشيء نفسه عندما تلعب عائلة تايبر الدور الكبير في ممارسة الضغوطات وبناء العلاقات والسيطرة على السردية في "هجوم العمالقة"، كذلك تسيطر الحكومات على السردية المنقولة إلى شعوبها، وتعرض لهم فقط ما تريد عبر إعلامها. 

المساهمون