هجمة إعلامية ألمانية على غريتا تونبرغ لتضامنها مع غزة

21 نوفمبر 2023
أدانت تونبرغ جرائم جيش الاحتلال (ماجا هيتجي/ Getty)
+ الخط -

تواجه الناشطة المناخية السويدية، ومؤسِّسة حركة أيام الجمعة من أجل المستقبل الدولية، غريتا تونبرغ، حملة شرسة في ألمانيا، بسبب إدانتها عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وأدانت تونبرغ جرائم جيش الاحتلال في بيانات عدة، وكذلك خلال المظاهرات الحاشدة التي نظمها ناشطو المناخ. وأعلنت بعد أيام قليلة من بدء القتل الجماعي الإسرائيلي في غزة: "اليوم نُضرِب تضامناً مع فلسطين وغزة"، و"يجب على العالم أن يرفع صوته ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتحقيق العدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين".
في الآونة الأخيرة، وفي احتجاج شارك فيه نحو 85 ألف متظاهر من أجل المناخ في أمستردام، دعت تونبرغ إلى "الاستماع إلى أصوات المضطهدين والذين يناضلون من أجل السلام والعدالة".
وعندما انتزع رجل مسنّ على خشبة المسرح الميكروفون من يدها، وتحدث ضد آراء تونبرغ السياسية، هتفت: "لا عدالة مناخية على الأراضي المحتلة"، وانضم إليها عشرات الآلاف من المؤيدين لموقفها من القضية الفلسطينية.
كما نشرت المنظمة التي تنضوي تحتها "حركة أيام الجمعة"، بياناً على منصة إكس، يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإزالة الفصل العنصري.
وأثارت هذه الإدانة الواضحة للإبادة، حملة تشهير عدوانية ضد الناشطة السويدية، وظهر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي في ألمانيا.
ونشر رئيس تحرير WeltN24 الألمانية، أولف بوشاردت، التغريدة الآتية: "القديسة غريتا تونبرغ معادية للسامية بشدة". 
وصرح مفوض معاداة السامية في الحكومة الألمانية، فيليكس كلاين، للإعلام منتقداً الحركة، رافضاً كونها مثالاً للشباب، وقال إن دائرة تونبرغ "معادية للسامية بشكل لا يطاق، وتعكس وجهة نظر سياسية للعالم تفتقر إلى القيم الديمقراطية الأساسية". وأضاف: "كل من يروج لمثل هذه المواقف قد استبعد نفسه من أن يكون قدوة للشباب".
وفي مقابلة مع صحيفة دي تسايت، صرحت عضوة حزب الخضر، لويزا نيوباور، بأنها "تشعر بخيبة أمل" بسبب تونبرغ، واتهمتها بشكل غير مباشر بـ"التضليل" و"معاداة السامية". 
وكان آخرون أكثر عدوانية. كتب رئيس الجمعية الألمانية الإسرائيلية، فولكر بيك، على "إكس" أن تونبرغ "من الآن فصاعداً كارهة لإسرائيل بشكل كامل".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويستخدم كلاين وبيك وبوشاردت الرواية التي اختلقتها إسرائيل بأن أي شخص ينتقد الحكومة الإسرائيلية هو معادٍ للسامية.
وقال موقع الاشتراكية العالمية في تقرير له حول الهجمة إن وسائل الإعلام الألمانية تهاجم تونبرغ باتهامات كاذبة بمعاداة السامية، بالرغم من أنها نفسها توفر منصة للقوى اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية.
وضرب الموقع مثلاً ببوشاردت وصحيفته دي فيلت، وهما من بين أكثر المدافعين عدوانية عن الأستاذ اليميني المتطرف، يورغ بابيروفسكي، الذي يستهين بشكل منهجي بجرائم النازيين، بل ويدّعي أن هتلر "لم يكن شريراً".
في ألمانيا، وفرنسا، وعدة بلدان أوروبية، أصبحت معاداة السامية تهمة جاهزة لكل من ينتقد إسرائيل ويدين جرائمها.

المساهمون