هجرة وذكورية وموت في "مهرجان الفيلم العربي"

19 ابريل 2021
جائزة الجمهور لـ"إحكيلي" في مهرجان القاهرة 2019 (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

 

"رغم العوائق والتحدّيات، التي فرضها كورونا على العالم، لا سيما في القطاع الثقافي، ما زالت السينما العربية بخير". هكذا بدأ بيان صادر عن إدارة "مهرجان الفيلم العربي برلين"، لتقديم برنامج دورته الـ12، التي ستقام افتراضياً بين 21 و30 إبريل/ نيسان 2021. ورأى البيان أنّ أفلاماً عدّة، اختيرت لهذه الدورة الاستثنائية "حقّقت نجاحات فنية مختلفة" كفيلم الافتتاح "200 متر" لأمين نايفة، المعروض للمرة الأولى في الدورة الـ77 (2 ـ 12 سبتمبر/ أيلول 2020) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي"، قبل حصوله على 3 جوائز في الدورة الـ4 (23 ـ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) لـ"مهرجان الجونة السينمائي" (مصر)، منها جائزة أفضل ممثل لعلي سليمان.

هناك أيضاً "ستاشر" للمصري سامح علي، الذي نال "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم قصير في الدورة الملغاة لمهرجان "كانّ" عام 2020، وصوفيا علوي حازت على جائزة أفضل فيلم قصير عن "لا يهمّ إنْ نفقت البهائم" في النسخة الـ46 لجوائز "سيزار" الفرنسية (12 مارس/ آذار 2021)، التي فاز فيها أيضاً سامي بوعجيلة، بجائزة أفضل ممثل عن دوره في "بيك نعيش (ابن)" للتونسي مهدي برصاوي. أخيراً، رُشِّح رسمياً "الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي.

أضاف البيان: "أفلام الاختيار الرسمي لهذا العام تحتوي على قصص مثيرة، وأفكار جريئة، ولها أساليب فنية ثرية. يسعى أبطالها وبطلاتها جاهدين إلى مواجهة التحديات من أجل التغيير"، كالوثائقي "أموسو"، لنادر بو حموش، الذي يتناول كفاح الأمازيغ للحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض ومحاربة استغلالها بطرق غير شرعية؛ والروائي السعودي "آخر زيارة"، لعبد المحسن الضبعان، الذي يرصد محاولات التغلّب على التقاليد الذكورية الأبوية في المجتمع السعودي. هناك "آدم" للمغربية مريم توزاني و"143 شارع الصحراء" للجزائري حسن فرحاني، "اللذان يُقدّمان نماذج قوية لنساء تمسّكن بزمام مصائرهنّ، ورفضن ـ بقراراتهنّ واختياراتهنّ الحياتية ـ التأقلم مع أوضاعٍ جائرة". بينما تسرد المصرية ماريان خوري، في الوثائقيّ الأخير لها "إحكيلي"، التاريخ الفني لعائلتها، بعيون نسائية (هي وابنتها سارة).

 

سينما ودراما
التحديثات الحية

 

ورأى البيان أنّ "الهجرة والشتات موضوعان مفروضان على الدورة الـ12 أيضاً": شاب سوري لاجئ يقرّر بيع جسده لاستغلاله في عمل فني لتحقيق حلم السفر إلى أوروبا، ولقاء حبيبته هناك (الرجل الذي باع ظهره). في "بحر أرجواني"، لأمل الزقوط وخالد عبد الواحد، هناك رحلة أليمة في مركب مهدد بالغرق، يكتظّ باللاجئين في البحر الأبيض المتوسّط؛ و"نحن من هناك"، للبناني وسام طانيوس، يرافق ـ في 5 أعوام ـ شقيقين سوريين يبحثان عن وطن بديل بين دمشق وألمانيا والسويد. "التقدّم في وادي الجاهلين"، للألماني فلوريان كنورت، يركّز على قضايا الاندماج والقبول المجتمعي للمهاجرين الجدد، برصده العلاقات بين لاجئين سوريين وعمّال مصنع "التقدّم"، الذي كان في الماضي صرحاً صناعياً في دولة ألمانيا الشرقية السابقة. أما "ابن عمي الإنجليزي"، للجزائري كريم صياد، فيروي قصّة رجل جزائري يعيش في لندن منذ نحو 15 عاماً، لكنّه يبقى ممزّقاً بين ثقافتين، وفاقداً مشاعر الانتماء.

في هذا الإطار، وبالتعاون مع "مؤسّسة روزا لوكمسبرغ"، تُعقد ندوة نقاش عبر الإنترنت، حول الهجرة واللجوء، مع المخرجين أمل الزقوط (بحر أرجواني) ووسام طانيوس (نحن من هناك)، والمنتج شتيفان غيرن (التقدّم في وادي الجاهلين). ويضمّ البرنامج أيضاً الفيلم القصير "الشمس والزجاج الناظر" والذي "يتناول فكرة الذاكرة وعلاقتها بالمكان" وأفلاماً قصيرة أخرى تستعرض قصص أبطال وبطلات يواجهون صعوبات عدّة للتغلّب على العوائق التي تعترض طريقهم.

المساهمون