نينا عبد الملك... هل النسوية تهمة؟

20 أكتوبر 2020
سخرت نينا وحسان من طبيعة المرأة البيولوجية (يوتيوب)
+ الخط -

عبر قناة "حسانينا" على يوتيوب، أطلت المغنية اللبنانية نينا عبد الملك برفقة زوجها حسان الشيخ، بفيديو ينشر أفكاراً رجعية ومعادية للحركات النسوية، حمل عنوان "النسوية: مع. ضد. شو في؟ ليش؟". ليفتح الفيديو خلال الساعات الماضية أبواب النقاش والسخرية على مواقع التواصل.

تتجاوز مدة الفيديو 27 دقيقة، وهو يأخذ شكل مقابلة إعلامية غير واضحة المعالم والحدود، يلعب فيها الزوج، حسان، دور المذيع، وتلعب فيها الزوجة، نينا، دور الضيفة. يتم خلالها استخدام كل كليشيهات البرامج الساخرة مع فارق أنها لا تؤدي للضحك ولا تناقش المواضيع المطروحة بشكل جيد.

وتتخلل الحلقة بعض المقاطع التي تغنيها نينا، لكنها لا تتمكن من خلالها من جذب الجمهور. الأمر الوحيد الذي جذب الجمهور نحو هذه المقابلة الرديئة هو الأفكار المستفزة التي لا بد من الوقوف عليها لانتقادها.

تبدأ الحلقة بمجموعة من النكات وبدندنة بعض الأغاني، قبل أن يقطع حالة الفراغ هذه سؤال، يُذكر بأنه جاء من بريد الصفحة، حول النسوية "التي لحست عقول المراهقات" ومساوئها.

تتعاطى نينا عبد الملك مع كلمة نسوية بوصفها تهمة، وتشير إلى أنها أنثى ولكنها ليست نسوية، لتؤكد منذ البداية على معاداتها للحركات النسوية، قبل أن تستفيض بالتعبير عن كرهها لها، وترفض رفضاً قاطعاً أي دعوة للمساواة بين الرجل والمرأة.

كما تشير نينا إلى أن الأفكار الداعية للمساواة تتنافى مع "المنطق"، وتذكر بأن الله لو كان يريد أن نكون متساويين لما مايز بيننا وخلقنا ذكراً وأنثى، بل لخلقنا جنساً واحداً!

وتنهي حديثها بالدعوة إلى أن يتقيد كل جنس بأدواره الاجتماعية، لتحدد بوضوح أن الدور الرئيسي الذي يجب أن تلعبه المرأة هو الإنجاب، وأن كل ما تقوم به من أعمال أخرى هي أقل شأناً ويجب ألا تؤثر على النسيج الاجتماعي المتماسك الذي يحدد بدقة علاقة الرجل بالمرأة.

هذه الأفكار الرجعية يقابلها حسان بالتصفيق، ليجلس بجانبها مفاخراً بذكوريته، وبإعلان زوجته عن تبعيتها له بعدها، قبل أن يدّعي أنه سيلعب دور محامي الشيطان ليطرح أفكار النسوية ويتيح المجال لنينا كي تنتقدها.

معظم الأفكار التي يطرحها حسان تنصب في مجال المرأة والعمل، مقدما جملة من الأسئلة بغية إيجاد مبررات للتمييز ضد المرأة في مجال العمل، ليسخر وزوجته من طبيعة المرأة البيولوجية والدورة الشهرية ومزاجية المرأة، بالإضافة إلى كون المرأة ستضطر للتوقف عن العمل أثناء حملها. يمر ذلك في سياق يبرر تدني أجور المرأة بالمقارنة مع الرجال وضرورة تحديد طموح المرأة بالأدوار الأسرية التي رسمها المجتمع الأبوي.

وضمن هذا الطرح الرجعي لمفهوم دور المرأة المجتمعي، يقوم حسان بذكر بعض الاعتراضات التي تكررها النسويات ليهزأ بها، ويهدد بأن الفتاة التي ستعلق تعليقات مشابهة سيطردها من صفحته. والأسوأ أن هذه الأفكار يحاول الثنائي أن يسوق لها بالنهاية بأنها أفكار ترفع من شأن المرأة بواقعية، ويستندان إلى مرجعيات دينية في محاولة لتعميمها على جمهور أكبر.

المساهمون