يصوّر الممثل اللبناني نيكولا مزهر في بيروت مشاهده الأخيرة من مسلسل "بيوت من ورق" الذي يضمّ عددًا كبيرا من نجوم التمثيل في لبنان وسورية من بينهم جيني إسبر ويوسف الخال وداليدا خليل ويزن السيّد ودانا جبر، وهو من تأليف آيا طيبة وإخراج أسامة الحمد، وذلك بعد ما انتهى مؤخراً من تصوير مسلسل "السجين" الذي يجمعه بالنجمة السورية ديما قندلفت ونخبة من نجوم الدراما العربية تحت إدارة المخرج محمد لطفي. أما أحدث أدواره التمثيلية فهو شخصيّة نجل سلطان الطرب جورج وسّوف التي يؤدّيها ضمن عمل وثائقي عن حياة الوسوف بعنوان "مسيرتي"، على ما يكشف نيكولا مزهر في هذا الحوار الخاص الذي أجرته معه "العربي الجديد".
لا يخفي النجم الشاب سعادته بتسجيل عودة درامية من خلال سلسلة أعمال جديدة لا سيّما بعد انقطاع عام ونصف العام بسبب ظروف كورونا والأزمة الاقتصادية في لبنان. ويعرب عن حماسته العالية تزامناً مع انطلاق سلسلة "مسيرتي" التي تتناول سيرة سلطان الطرب جورج وسوف والتي يشارك فيها بدور نجل أبو وديع. بالنسبة إليه "الوسوف هو من دون منازع ملك في مجاله ومن أكثر نجوم الأغنية العربية الحديثة حضوراً وجماهيرية. فهو حالة لا تتكرر وقد لا يأتي مثلها قبل سنوات طويلة وأنا بلا شك أشعر بالفخر بالمشاركة بعمل يروي سيرة حياته، ويمكنني القول إن المسلسل تمّ تنفيذه بطريقة لم نرَها سابقاً في العالم العربي وإنما تابعناها فقط في المسلسلات الأجنبية".
يؤدي شخصيّة نجل سلطان الطرب جورج وسّوف في "مسيرتي"
وعمّا إذا كان المسلسل سيتناول الجوانب الجدلية من حياة الوسوف الذي عرف مراحل عاصفة في حياته الخاصّة، يقول مزهر: "المشاهد سيكتشف جوانب عدّة من حياة الوسّوف ولكن المشروع تلفّه السريّة التامّة لدرجة أنني اطلعت في البداية على دوري فقط ولم أقرأ النص كاملاً. وما يمكنني قوله هو أن العمل لا يتناول سيرة المطرب الكبير بشكل عابر، بل يغوص فيها بطريقة تراعي الحقبات الزمنية المختلفة من حياته والخطوط العريضة لمشواره الفني والإنساني". بالتوازي، يكشف مزهر أنه انتهى مؤخراً من تصوير مسلسل جديد بعنوان "السجين" يُعتبَر باكورة إنتاجات شركة “جينو ميديا” في لبنان وقد تمّ تصويره في بيروت تحت إدارة المخرج محمد لطفي وبمشاركة النجوم: ديما قندلفت، رشيد عساف، نضال نجم، مهيار خضور، إلسا زغيب، ايهاب شعبان، يوسف حداد وغيرهم.
ورغم أنه بدأ مشواره التمثيلي منذ أحد عشر عاماً وتنوّعت مسلسلاته ما بين الأعمال المحلّية والعربية، إلا أن مزهر يصف "السجين" بـ "أحد أضخم الإنتاجات التي شاركت فيها إلى اليوم وأنا سعيد جداً بالعودة من خلال عمل قوي أشعر بالفخر لمشاركتي فيه سواء لناحية الإمكانات الإنتاجية المتوافرة فيه أو لناحية طريقة التصوير الحديثة والمتطوّرة التي تمّ اتباعها"، ويكتفي بوصف دوره فيه بأنه "دور مهمّ وسيترك انطباعات قوية لدى المشاهد". ومزهر الذي كان قد قدّم أداءً لافتاً في الموسم الرمضاني الماضي بشخصيّة "وسام" ضمن مسلسل "راحوا" للكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان، يعتبر أن مشاركته في المسلسل اللبناني "جاءت بنتائج إيجابية وأصداء أكبر مما كنت أتوقّع، فغالباً ما تُظلم الأعمال الدرامية بعرضها في الموسم الرمضاني بسبب كثافة الأعمال المتنافسة، ولكن (راحوا) نال نسب مشاهدة قياسية، وهذا أمر مشجّع ولافت نظراً لكونه عملاً لبنانياً متكاملاً لناحية النص والإخراج والإنتاج والتمثيل".
وعن بعض الانتقادات التي طاولته لناحية التطويل في الأحداث، يقول: "دائماً هناك أشخاص تحب وأشخاص لا تحبّ عملا معيّنا ولكن بغضّ النظر عن الآراء التي قد تتفاوت، من المهم أن يقوم كل شخص بعمله على أكمل وجه، وهذا هو المنطق الذي أتّبعه في عملي كممثل. والآراء الإيجابية التي وصلتن إلي من النقّاد ومن الناس على دوري هي النتيجة التي أبحث عنها وأجتهد من أجلها". وعن تأثير دراسته لأصول التمثيل على طريقة أدائه، يقول: "لا شك أن الخلفية الأكاديمية تؤثّر كثيراً على مستوى وطريقة الأداء، وقد أكسبتني تقنيات مهمّة أوظفّها في أداء الشخصيّات لتكون انفعالاتها داخلية ونابعة من ماضيها وخبرتها وتركيبتها السيكولوجية، فكل شخصية تتكلم وتتحرّك وتنفعل بطريقة مختلفة لا يمكن أن تشبه سواها تماماً كما البصمة، ولذلك على الممثل الغوص في مكوّنات كل شخصية يقدّمها وهذا ما أسعى إليه. ولذلك حاولت قدر المستطاع أن أنوّع في الشخصيّات التي قدّمتها فاختلفت أدواري تماماً من مسلسل إلى آخر كما هو الحال في أعمال مثل "راحوا"، "وين كنتي"، "ثواني"، "ثورة الفلاحين"، "درب الياسمين"، "ولاد البلد"، "أحمد وكريستينا"، "بوح السنابل"، "جريمة شغف"، "بلحظة" وغيرها".
ويعترف: "في المقابل نرى أن هناك موجة في الدراما اليوم تقوم على استعمال الممثلين لعبارات متكرّرة من باب أنها تصنع خصوصية الشخصية وتجعلها تعلق في ذهن المشاهد، وهذا صحيح في حال كانت فعلاً منسجمة مع الشخصية وغير مصطنعة". وعن رأيه باستعمال الممثلين تيم حسن ونادين نجيم وعابد فهد لمثل تلك العبارات التي أصبحت لازمة يكررها الجمهور، يقول: "ليست مسألة إن كنت مقتنعاً بها أو لا بل مسألة إن كانت تخدم الشخصيّة أو لا. فأنا مع استعمالها في حال كانت في نطاقها الطبيعي ولكن لست مع استخدامها في حال كانت مقصودة، والهدف منها هو فقط تحقيق الترند على السوشال ميديا لأنها قد تسخّف الشخصية وتسطّحها بدلاً من أن تخدمها وتطوّرها".