نقد ذاتي لواقع الصحافة في الجزائر بحضور حكومي في مؤتمر حول الإعلام

وجّه خبراء وصحافيون خلال أعمال مؤتمر "الإعلام والتحديات الراهنة" المنعقد في العاصمة الجزائرية، انتقادات حادة إلى واقع الإعلام والصحافة في الجزائر، بسبب مشكلات تخص ضعف برامج تكوين وتخريج الصحافيين، والمقاربات الخاطئة للسلطة تجاه الصحافة والصحافيين.

وخلال مداخلته أثار أستاذ الإعلام في الجامعة الأميركية في الإمارات، محمد قيراط، وضع الإعلام في الجزائر، قائلاً: "أنا سمعت عن الجزائر الجديدة، لكنني لم أسمع عن إعلام جديد، ليست هناك صورة للجزائر في المحافل الدولية، لا يمكن أن نواصل صناعة الصورة الإعلامية بطرق الستينيات والسبعينيات"، مشيراً إلى أن "السلطة في الجزائر عليها أن تجيب عن سؤال حول ما تريده من الصحافة، لأن إعلام المدح والتطبيل انتهى، يجب أن نوضح ماهية العلاقة بين السلطة والصحافة".

وقال قيراط إنه يتعين إحداث مراجعة جدية لبرامج التكوين والممارسة الإعلامي ورفع مستوى الصحافيين، مضيفاً: "نحن بصدد مسألة نوعية الصحافيين الذين يتم تخريجهم من كليات الإعلام والصحافة في الجزائر، والتي بلغ عددها أكثر من 35 برنامجا وقسم إعلام في الجامعات، تعد من أكثر الأسئلة التي يتوجب طرحها لفهم جزء من واقع الاعلام، لمعرفة نوعية الصحافي الذي يتم تخريجه في الكليات في 2023".

من جانبه تحدث الصحافي الجزائري المقيم في الإمارات، خالد عمر بن ققة، عن مشكلات تخص علاقة السلطة بالصحافة والصحافي في الجزائر، مشيراً إلى أنه يتعين على السلطة الجزائرية والمؤسسة الرسمية أن "تنتهي من نظرتها الخاطئة للإعلام وللصحافي" مشدداً على الإقرار بأهمية تنظيم التعامل بين السلطة والصحافة، والعمل على توفير قنوات واضحة لتوفير المعلومة بما يكفل للصحافي تغطية الأحداث بطريقة صحيحة.

ولفت إلى أن تجربة الإعلام في الجزائر أظهرت مقاربات غير صحيحة في العهود السابقة، وبيّنت أنّه "من غير الممكن التعامل مع الإعلام بالمنطق الأمني".

تكنولوجيا

التحديثات الحية

"سبوتيفاي" تعتزم تسريح 17 في المائة من قوتها العاملة

ويشارك في المؤتمر خبراء وصحافيون من الجزائر وعدد من الدول العربية والغربية، وناقش المشاركون في المؤتمر عدة ملفات تتعلق بواقع الصحافة وتحدياتها الراهنة، وأخلاقيات المهنة وحرية الصحافة وتأثير التكنولوجيا على الصحافة، والأقمار الصناعية والبث الفضائي وعلاقته بالأمن القومي.

وقالت الصحافية ومقدمة البرامج، فيروز زياني، التي عملت داخل وخارج الجزائر، إنّ "هناك واقعاً يفرض المصارحة والإقرار به في الممارسة الإعلامية في الجزائر"، مضيفة: "يجب أن تكون هناك علاقة صحية بين الصحافي والمسؤول. هناك عمل تكاملي والصحافي والمسؤول شركاء في بناء الوطن، وعلى المسؤول ألّا يضيّق على الصحافي الذي يجب أن يتحلى الشجاعة وبالمسؤولية".

 ودعا الصحافي يزيد مواقي السلطات الجزائرية إلى الحرص على تطوير الجوانب التقنية، خاصةً فيما يتعلق بالبث الفضائي وتحقيق السيادة الوطنية وإنشاء محطة بث وطنية مرتبطة بالأقمار الصناعية الوطنية التي سبق للجزائر إطلاقها قبل فترة.