نقابتا الصحافيين في تونس والمغرب تدخلان على خط الأزمة الدبلوماسية

29 اغسطس 2022
استقبال قيس سعيد زعيم البوليساريو أثار غضب المغرب (Getty)
+ الخط -

دخل صحافيون على خط الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس، عقب استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيّد، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي.

وانتقدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية موقف الرئيس التونسي، متهمةً إياه بتوتير العلاقات بين الدول المغاربية. 

من جانبها، ندّدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، بما وصفتها بـ "الحملة الإعلامية الممنهجة من وسائل الإعلام المغربية ضد تونس". 

نقابة الصحافيين المغربية غاضبة من قيس سعيد

وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إن "الانزياحات في الموقف التونسي ابتدأت مؤشراتها منذ أن امتنع سفيرها لدى الأمم المتحدة عن التصويت على القرار الأممي 2602 الذي لقي ترحيباً دولياً، ولم تعترض عليه سوى الجزائر".

ورأت النقابة، في بيان لها، أن "ما أقدمت عليه الرئاسة التونسية لا يمثل فقط فعلاً عدائياً تجاه المغرب، بل يساهم في المزيد من توتير العلاقات بين دول المغرب الكبير في هذه الظرفية العصيبة التي تسعى فيها الأمم العالقة إلى تقوية سياسات حسن الجوار إقليمياً".

واعتبر البيان تخصيص قيس السعيد استقبالاً رسمياً لزعيم الجبهة الانفصالية "إعلاناً صريحاً على إخراج تونس من منطقة الحياد بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وإلحاقها بمعسكر معاد للمملكة يستهدف مصالحها ووحدتها الترابية".

ودعت النقابة "جميع المنظمات المدنية والنقابية والحقوقية، وكل النخب الإعلامية والثقافية، إلى التصدي لكل المناورات التي تستهدف العمل المغاربي المشترك، واستهداف سيادة الدول ووحدتها الترابية".

نقابة الصحافيين التونسيين غاضبة من الإعلام المغربي

من جانبها، ندّدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، بما وصفته بـ"الحملة الإعلامية الممنهجة التي تشنها عدد من وسائل الإعلام والمواقع المغربية ضد الدولة التونسية".

وحذّرت النقابة، في بيان، من "أخطار استمرار انخراط بعض وسائل الإعلام المغربية والأجنبية في توظيف واضح وصريح لهذه القضية خدمة لأجندات سياسية".

ودعت النقابة وسائل الإعلام التونسية إلى "التعاطي المسؤول مع هذه الحملات"، معتبرةً أنه "من واجب وسائل الإعلام نقل الحقائق وتفسيرها للمتلقي بكل موضوعية ودقة، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح البلاد الحيوية وسيادتها".

كما دعت النقابة "جميع القوى الوطنية والسياسية والمدنية إلى التصدي وبقوة لكل ما من شأنه أن يمس سيادة الدولة التونسية وحرمتها"، مشددة على أن "نضالات القوى المدنية والسياسية ضد السلطة في تونس من أجل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد لا تمنعها من الاضطلاع بدورها الوطني في الدفاع عن مصالح البلاد".

وأكدت النقابة رصدها "تعمد إخراج هذا الخلاف الدبلوماسي والسياسي من سياقه الرسمي نحو حملات تشويه ممنهجة غير مقبولة في حق تونس، شعباً ومؤسسات"، وعبرّت عن رفضها "كل أشكال الانحراف بالتعاطي الإعلامي المغربي وغيره لهذا الجدل السياسي والدبلوماسي الرسمي إلى حملات غير أخلاقية تستهدف صورة تونس والإضرار بمصالحها".

أزمة بين المغرب وتونس 

وهذا التراشق بين النقابة انعكاس لأزمة حديثة اندلعت بين البلدين وصل حد تبادل استدعاء السفراء.

واشتعلت الأزمة إثر استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة "البوليساريو" في مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، حيث شاركت الجبهة في قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8".

ويعد ذلك سابقة في تاريخ العلاقات التونسية المغربية، إذ لطالما التزمت تونس منذ سنوات طويلة "حياداً إيجابياً" بخصوص قضية الصحراء، وترفض الاعتراف بأطروحة الانفصال.

لكن منذ وصول سعيّد إلى الحكم، بدا لافتاً أن هناك تحولاً في المواقف، وهو ما برز خلال تصويت تونس في مجلس الأمن الدولي في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين امتنعت عن التصويت لصالح قرار تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة "مينورسو" سنة إضافية.

المساهمون