نساء مسلسل "الهيبة"... صراع على التنميط
قبل أسبوع، شنت الممثلة اللبنانية نيكول سابا هجومًا على شركة "الصبّاح" للإنتاج. واتَّهمت صاحب الشركة صادق الصبّاح بأنه خذلها، بعد مشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة/العودة" 2018. وقالت سابا إنَّ الصبّاح رسم لها الوعود الوردية، وأكّد أن تعاونهما معًا في "الهيبة" سيحمل لها مشاريع إنتاجية أخرى، وهي التي تركت مجموعة من المسلسلات المصرية وقتها على أساس هذا الوعد، واختارت تجربة الدراما العربية المشتركة، بداية من "الهيبة 2".
كلام سابا حمل المنتج صادق الصبّاح للرد عليها عبر تغريدةٍ مقتضبة، مؤكداً على حسن العلاقة بين الطرفين، وأنَّ "جزءًا مما صرحت به صحيح، لكن هناك ما تعرفه نيكول ونعرفه كشركة حصل وحال دون إتمام التعاون". والمعروف أن مسلسل "الهيبة" من تأليف الكاتب السوري هوزان عكو، وعُرِض الجزء الأول منه عام 2017، ولعبت نادين نسيب نجيم دور البطولة النسائية إلى جانب تيم حسن. وبفعل النجاح الكبير الذي حققه، قررت الشركة المنتجة الاستمرار في تصويره حتى وصل إلى خمسة أجزاء.
ليس بعيداً عن مشكلة سابا و"الصبّاح"، شغلت البطولة النسائية في "الهيبة" الجمهور المتابع للسلسلة التي تعتمد على التشويق وعلى حكايات التهريب الحدودية بين لبنان وسورية. وتحول صراع الممثلات إلى حالة تبدأ مع انتهاء كل جزء، من باب إثارة الفضول، وبدء طرح السؤال حول من ستكون بطلة الجزء المقبل، حتى لحظة الإعلان عن اسمها. بعيداً عن حسابات الشركة، لا بد من الإشارة إلى أن دور نادين نسيب نجيم في الجزء الأول ظل الأقوى، وذلك لما حمله من ثقل في الأداء الحواري والطرح غير المتشعب للرواية الأولى. وتحول دور البطلة إلى جانب شهرة وشخصية تيم حسن (شيخ الجبل) إلى ما يشبه حالة تحد بين الممثلات أنفسهن. تحد يكمن بداية في التفوق على بطلة الجزء الأول نادين نسيب نجيم، وعدم تكرار ما اختزلته في شخصية "عليا"، والخروج من عباءة ونجاح مسلسلات أخرى، بعيداً عن "الثنائية" التي كرستها شركة "الصبّاح" بين نجيم وتيم حسن لأربعة مواسم متتالية.
دخول نيكول سابا إلى الجزء الثاني أدَّى إلى صراعٍ في نص القصة، بعد خروج الكاتب الأصلي هوزان عكو من الدائرة، وتسليم باسم السلكا دفة الكتابة. لذلك، كان التخبط واجهة الجزء الثاني الذي لم يحقق وفق حسابات الشركة نسبة المشاهدة مقارنة مع الجزء الأول، برغم مبارزة نيكول سابا وفاليري أبو شقرا (ملكة جمال لبنان السابقة) ضمنه. وهذا ما دفع الشركة في الجزء الثالث إلى الاستعانة بالممثلة سيرين عبد النور نظراً لشهرتها، وقلب الصورة من "الأكشن" إلى قصة حب.
حاولت عبد النور بكل ما أوتيت من موهبة التغلب على زميلتيها نجيم وسابا، لكنها وقعت في فخ ضعف النص، والمواقف التي من المفترض أن تقوّي السلسلة بعد سقوط الجزء الثاني.
ولم تكن الاستعانة بالممثلة ديما قندلفت في الجزء الرابع "الهيبة/الرد" 2020، ليضيف جديداً أو يخرج السلسلة من الركاكة، فأوقع أبطال العمل في ضعف الحبكة الدرامية وسقطت قندلفت أمام سيناريو ومواقف كان بالإمكان منحها لـ"كومبارس".
هكذا، رغم المنافسة والصراع وقعت ثلاث ممثلات في فخ التنميط لمسلسل يقوم بالدرجة الأولى على مبدأ تجاري بحت.