تعرضت نجمة بوليوود، كارينا كابور إلى إساءات عبر الإنترنت من متطرفين بسبب اسم طفلها الجديد "جهانكير"، الاسم الإمبراطوري للإمبراطور المغولي في القرن السابع عشر، والذي يعني "فاتح العالم".
وكانت كابور، وهي هندوسية، قد تعرضت، مع زوجها المسلم نجم بوليوود سيف علي خان، لحملة إساءات بسبب زواجهما، كما ذكرت صحيفة "ذا غارديان".
وفيما يروى أن جهانكير، الإمبراطور المغولي الرابع، أمر بتعذيب وإعدام أحد رموز السيخ أرجان ديف عام 1606، الذي عارض حكمه. ويعتبر العديد من الهندوس في الهند أن السيخ جزء من عائلة هندوسية أوسع.
وتم تسمية الطفل الأول للزوجين، البالغ من العمر الآن أربعة أعوام، تيمور، وهو اسم الفاتح التركي في القرن الرابع عشر الذي فتح دلهي عام 1398.
وعندما أصبح هذا الاسم علنياً، بدأت الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي. اتُهم الزوجان بتسمية ابنهما على اسم "قاتل جماعي"، و "وحش" ، و "مهووس بالإبادة الجماعية". وقارن بعض المعلقين الاختيار بتسمية طفل هتلر.
وقالت كابور إن الإساءة عبر الإنترنت، خلفت جروحاً في روحها، وقال خان إنه تساءل لبعض الوقت عما إذا كان يجب عليه تغيير اسم تيمور.
عندما أعلن الزوجان عن ولادة ابنهما الثاني، جيه، في فبراير/ شباط الماضي، تساءل بعض المعلقين عبر الإنترنت عما إذا كان هذا اختصاراً لجهانكير.
After naming their first son Taimur- The plunderer and rapist whose dynasty committed atrocities against Hindus, Kareena Kapoor KHAN and Saif Ali named their second son Jehangir who persecuted Guru Arjun Dev.@Sanjay_Dixit will discuss the Timurid fandom of Urduwood LIVE at 5 PM pic.twitter.com/eKvAe3r984
— The Jaipur Dialogues (@JaipurDialogues) August 10, 2021
وتصاعدت الإساءات عبر الإنترنت عندما تأكد بالفعل عقب ظهور صورة للطفل "جيه" مع شرح توضيحي يفيد بأنه "جهانكير علي خان".
وغرد أحد المعلقين "الطفل الأول - تيمور (الذي قتل ملايين الهندوس) الطفل الثاني - جهانكير (الذي قتل جورو أرجان ديف) ماذا سيكون اسم الطفل التالي؟".
وجاء في تغريدة أخرى: "بعد تيمور، الرجل الذي قتل 5% من سكان الأرض، جهانكير، المغولي الذي كان مدمناً على الأفيون وطاغية فاسقاً، يقوم بمتابعة جيدة".
وأبرزت الهجمات كيف أن التاريخ، بالنسبة للبعض، هو أمر سياسي وشخصي. غالباً ما يُنظر إلى الشخصيات التاريخية وأفعالها في سياق النزاعات السياسية والدينية الحالية.
وبين مؤيدي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم والجماعات الهندوسية المتطرفة، كانت هناك رغبة في شطب حكم المغول من التاريخ.
ودفع هذا الموقف زعيم حزب بهاراتيا جاناتا يوجي أديتياناث، رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، إلى إعادة تسمية المدن المسلمة في الولاية واستبدالها بأسماء هندوسية. وأصبحت منطقة فايز آباد "أيوديا". وتم تغيير اسم مدينة الله أباد إلى "براياجراج".
وسمحت الثقافة العلمانية في بوليوود للعلاقات بين الهندوس والمسلمين بالازدهار. أصبحت الزيجات بين مختلف الأديان شائعة. الثلاثي النجم الحاكم، سلمان خان، وشاروخ خان، وأمير خان مسلمون، وتزوج اثنان منهم من امرأتين هندوسيتين.
وأثارت هذه الزيجات بين الأديان غضب المتطرفين الهندوس. كابور، على سبيل المثال، هوجمت عبر الإنترنت لزواجها من خان. كانت حملة "جهاد الحب" التي أطلقها حزب بهاراتيا جاناتا تهدف إلى منع الزواج بين الأديان، حيث الرجال المسلمون يجبرون النساء الهندوسيات البريئات على التحول إلى الإسلام، وفق المتطرفين، الأمر الذي يراه آخرون لا أساس له.
لكن في المقابل هناك من دافع عن كابور عبر الإنترنت. وتساءل أحد المعلقين: "لماذا لا يزال الناس خائفين من إمبراطور مغولي مات قبل 400 عام".
ونشرت شقيقة خان، سابا، تدوينة على إنستغرام قالت فيها: "ما هو الاسم؟ الحب... عش ودعه يكون. الأطفال بركات الله".
وقال المعلق الاجتماعي بارسا فينكاتيشوار راو جونيور: "في أصل كل شيء، ثمة شيء واحد: الغضب والاستياء من كابور، امرأة هندوسية تتزوج مسلماً. لو كان سيف علي خان متزوجاً من مسلمة، واختار هذين الاسمين، فمن المحتمل ألا يزعجهم ذلك".