قد يصعب إيجاد نقاط مشتركة ما بين العلم وتصميم الأزياء. إلا أن مجموعة نجا سعادة استطاعت أن تجمع هذين العالمين المتباعدين. فمجال الطب والتصوير الشعاعي، مجال اختصاصه الأساسي، الذي انتقل منه إلى تصميم الأزياء منذ حوالى 7 سنوات.
تستند مجموعته الجديدة، كما يوضح، إلى مبدأ علمي، وتحديداً الـ DNA والكروموزومات التي قد تتشابه بين البشر بشكل أو بآخر، لكنَّها في الوقت تميّز كل شخص عن الآخر، وهي تعتبر مصدر الغنى والتميّز بالنسبة إلى الإنسان. فكل إنسان يختلف عن الآخر بمواهبه وتفكيره وروحه وشكله وفي باقي التفاصيل، ما يولّد هذا التنوّع في العالم. "لم يكن سهلاً أن أنجز هذه المجموعة على أساس علمي. أردت أن أترجمه إلى مجموعة (هوت كوتور) تحديداً. فالمطلوب هنا أن يكون الأسلوب كلاسيكياً قابلاً العودة إليه بعد سنوات، وفي الوقت نفسه أن تتقبله المرأة، وهي تعرف ما للتصميم الذي تختاره"، يقول سعادة لـ "العربي الجديد". ألوان التصاميم التي ضمتها المجموعة تنوعت بين الزهري والأحمر والأبيض والذهبي والبرونز والأزرق الملكي والأخضر الزمردي والأسود. باقة من الألوان المفعمة بالحياة اجتمعت في هذه المجموعة. هي ألوان جريئة تعكس العنوان المطروح في مجموعته وتمثّل التنوع أيضاً. ومن التصاميم ما جمع بين ألوان عدة في الوقت نفسه، بما يعكس المراحل المختلفة التي يمرّ بها الحمض النووي. وهي في الوقت نفسه، ألوان الموسم المقبل المطروحة في الموضة وتشبه المرأة التي تحب الحياة، بحسب المصمم.
صحيح أن التنفيذ لم يكن سهلاً لصعوبة الجمع ما بين "الكوتور" وهذه الفكرة العلمية البحتة. إلا أن الممصم ترجم فكرته في التطريز الذي زيّن التصاميم، إذ حملت كل رسمة تطريز قصة مختلفة بمعنى جديد. كذلك تحمل مراحل معينة من تكوّن الحمض النووي والكروموزومات في جسم الإنسان. ومن التحديات التي واجهها أيضاً مع هذه المجموعة، نقل الفكرة إلى فريق العمل لتنفيذ تصاميم تترجمها بشكل أمثل. هذا إضافة إلى القدرة على إنهاء المجموعة في الوقت المناسب، في ظل انتشار الوباء وفرض الإقفال والتوقف عن العمل بشكل متكرر. لكن كان بالإمكان تخطي هذا العائق أيضاً.
لا ينكر المصمم أن هذه المرحلة تعتبر صعبة وتكثر فيها التحديات، وليس سهلاً على أي مصمم عامةً أو أي صاحب عمل أن يستمر. ومن التحديات الحرص على سلامة الجميع والإقفال الذي يتطلبه انتشار الوباء والابتعاد عن العمل. يضاف إلى ذلك أن انعدام التواصل المباشر مع المرأة ليس سهلاً عليه كمصمم، لأن هذا يعتبر أحد أسرار النجاح في هذا الفن. لكنه استطاع أن يتخطى هذا الجانب، بما تقتضيه الظروف من خلال الاجتماعات الافتراضية وأيضاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. على الرغم من ذلك، أراد المصمم من خلال مجموعته هذه أن يضفي لمسة إيجابية على حياة كل امرأة تختارها. يضيف: "من واجباتي كمصمم أن أزرع الأمل في نفس المرأة التي تختار تصاميم نجا سعادة. كذلك من واجباتي أيضاً أن أنشر الأمل بين أعضاء فريق عملي". كل فنان، على حد قوله، يترجم الحالة التي يعيشها في فنّه وعمله كالألم والضعف والحزن والفرح.
فرضت هذه المرحلة تغييراً على نمط الحياة، ما انعكس أيضاً بشكل أو بآخر على إطلالة المرأة والأسلوب الذي تعتمده. فتتجه اليوم المرأة إلى البساطة، خصوصاً مع قلة المناسبات الاجتماعية. الأسلوب المعتمد اليوم يتجه إلى البساطة، لكن في الوقت نفسه ينصح المصمم المرأة بالحفاظ على أناقتها وأسلوبها، فلا تترك اليأس يتغلّب عليها وينعكس على طلّتها. من هنا تأتي أهمية الحفاظ على روتين حياتها المعتاد، فتعتني بمظهرها وجمالها وأناقتها أيّاً كانت الظروف حتى تبقى متجددة. فحتى إذا كانت تقصد مناسبات اجتماعية بسيطة، يجب أن تطل بمظهر أنيق وبسيط في الوقت نفسه تزينه أكسسوارات جميلة.