مَن الإعلاميتان اللتان أحبط الأمن الروسي "اغتيالهما"؟

15 يوليو 2023
مارغريتا سيمونيان وكسينيا سوبتشاك (فاليري شريفولين، صفا كاراكان/Getty)
+ الخط -

أعلنت أجهزة الأمن الروسية، اليوم السبت، أنّها منعت اغتيال رئيسة تحرير شبكة قنوات "آر تي" الموجهة إلى الخارج مارغريتا سيمونيان، والمرشحة الرئاسية السابقة والمذيعة والمدونة كسينيا سوبتشاك.

وأفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في بيان، بأنّه اعتقل في اليوم السابق في موسكو وفي منطقة ريازان الروسية، بالتعاون مع لجنة التحقيق ووزارة الداخلية الروسيتين، أعضاء مجموعة من النازيين الجدد تُسمّى "الفقرة 88"، جندتهم الأجهزة الأوكرانية مقابل المال، لقتل هذين الهدفين.

ووفقاً لرواية التحقيق، فإن الموقوفين كانوا يجرون استطلاعات قرب محال إقامة وعمل سيمونيا وسوبتشاك، وحصلوا على وعود بتقاضي 1.5 مليون روبل (نحو 17 ألف دولار)، مقابل كل عملية اغتيال.

وأعلن الجهاز مصادرة أسلحة من الموقوفين، بما فيها رشاش آلي و90 رصاصة له، وسكاكين، وقبضات حديدية، وعصي مطاطية، وأصفاد، وشيفرونات، وأعلام تحمل رموزاً نازية، وإصدارات نازية، ووسائل اتصال، و"أجهزة حاسوب مخزنة فيها معلومات تؤكد نواياهم الإجرامية".

لم تتمكن "العربي الجديد" من تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

غير أنّ كسينيا سوبتشاك قالت عبر حسابها على "تليغرام": "إذا كانت هذه هي الحقيقة، فشكراً لكلّ الإدارات المعنية. ولكن إذا لم يكن ذلك صحيحاً، وكانت الفكرة هي وضعي في الجملة نفسها مع سيمونيان، فهذه مجرّد دناءة معتادة".

في المقابل، لم تشكك سيمونيان في رواية الأجهزة الأمنية الروسية، مشيرة إلى أن محاولة الاغتيال هذه "ليست أولى من نوعها تدبر ضدها".   

إذ إن مارغرينا سيمونيان تعدّ من أعمدة الإمبراطورية الإعلامية الخاضعة للكرملين، بينما تعرف كسينيا سوبتشاك، رغم انتمائها للنخبة السياسية الروسية، بتوجهاتها الليبرالية، بل المعارضة في أحيان كثيرة.

مارغريتا سيمونيان

سيمونيان إعلامية روسية ذات أصول أرمينية، وهي من مواليد مدينة كراسنودار الواقعة جنوب روسيا، عام 1980. بدأت مسيرتها في الصحافة التلفزيونية بسلسلة من التقارير من جمهورية الشيشان، أثناء الحرب الشيشانية الثانية عام 1999، مما جلب لها شهرة مبكرة وعدداً من الجوائز والأوسمة.

وعام 2002، انتقلت إلى موسكو للعمل صحافية في برنامج "فيستي" الإخباري في التلفزيون الحكومي الروسي، وتولت تغطية أنشطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار عملها ضمن الطاقم الإعلامي الرئاسي.

وعام 2005 تولت، وهي في الـ25 من العمر فقط، رئاسة تحرير قناة "روسيا اليوم" الناطقة باللغة الإنكليزية التي تطورت في السنوات اللاحقة إلى شبكة قنوات "آر تي" الناطقة بلغات عدة، بما فيها العربية.

وعينت، في نهاية عام 2013، رئيسة لتحرير المجموعة الإعلامية "روسيا سيغودنيا" التي تضم وكالة "نوفوستي" الحكومية، وخدمة "سبوتنيك" الموجهة إلى الخارج بعشرات اللغات، لتصبح بذلك فعلياً مشرفة على قطاع الإعلام الدولي الروسي.

كسينيا سوبتشاك

سوبتشاك (41 عاماً) هي ابنة العمدة الراحل لمدينة سانت بطرسبورغ أناتولي سوبتشاك الذي بدأ بوتين مسيرته السياسية في العاصمة الشمالية الروسية تحت إشرافه وعرف بصداقته.

لكن منذ عام 2011، انضمت سوبتشاك إلى صفوف المعارضة الروسية، من خلال مشاركتها في الاحتجاجات على تزوير نتائج الانتخابات التشريعية وعودة بوتين إلى الرئاسة عام 2012.

وفي عملها الصحافي، عرفت بتوجيهها أسئلة جريئة إلى بوتين تعلقت بملفات شائكة، مثل الشيشان وأوكرانيا، كما أبدت مواقف متحفظة حيال ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والسياسات الروسية شرق أوكرانيا، بما فيها الحرب الراهنة، من دون معارضتها معارضة صريحة.

وعام 2018، خاضت سباق الانتخابات الرئاسية، ممثلة الجناح الليبرالي للنخبة الروسية، وحلّت في المرتبة الرابعة، بحصولها على نحو 1.7 في المائة من أصوات الناخبين.

المساهمون