استمع إلى الملخص
- يهدف الإطار التشريعي الأوروبي الجديد، الذي يصبح نافذاً في 2026، إلى تعزيز الابتكار والحد من مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
- تأجيل ميتا يأتي في سياق مشابه لقرارات شركات تكنولوجيا أخرى مثل آبل، بسبب القلق التنظيمي المرتبط بقانون الأسواق الرقمية.
أرجأت شركة ميتا إلى أجل غير مسمّى موعد توفير واجهتها الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي للمستخدمين الأوروبيين، معتبرةً أن الإطار التنظيمي في الاتحاد الأوروبي "غير واضح". وهذا البرنامج عبارة عن نسخة جديدة من "لاما 3" (Llama 3)، يُطلق عليها اسم "مالتيمودال" (multimodal)، وهو نموذج لغوي يتيح استخدام النصوص وإنشاءها، وكذلك الصور أو الخرائط. من المتوقع أن يتيح ميزات جديدة لمستخدمي كل منصات المجموعة، أي "فيسبوك" و"إنستغرام" و"مسنجر" و"واتساب". وكانت "ميتا" قد أعلنت عن إتاحته للمستخدمين "خلال الأشهر المقبلة"، من دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل، لكنها أوضحت لوكالة فرانس برس الخميس أنها لن تطلقه في الاتحاد الأوروبي "بسبب البيئة التنظيمية غير الواضحة".
وأقرّت الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية مايو/ أيار الماضي لائحةً تنظيمية حول الذكاء الاصطناعي، هي الأولى من نوعها على المستوى العالمي. من أبرز ما يهدف إليه هذا الإطار التشريعي الذي يصبح نافذاً اعتباراً من سنة 2026، تعزيز الابتكار في أوروبا مع الحد من مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضحت "ميتا" أن قرار التأجيل مرتبط بشكل أساسي بالنظام الأوروبي العام لحماية البيانات، ولاحظت أنه يفتقر إلى التفاصيل المتعلقة بتفسير أوروبا لهذا النص في ما يتعلق باستخدام البيانات العامة المنشورة على الإنترنت في الاتحاد الأوروبي. وتحتاج "ميتا"، مثل سواها من الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى هذه البيانات لتطوير النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي. وقارنت الشركة حال عدم اليقين هذه بالوضع في بريطانيا، حيث اعتبرت أنها تلقت توجيهات واضحة من الجهة التنظيمية التي يشبه إطارها التشريعي النظام الأوروبي العام لحماية البيانات.
وبتأجيل إطلاق أحد منتجاتها، تتبنى الشركة العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي استراتيجية سبق أن اعتمدتها أسماء كبيرة أخرى في مجال التكنولوجيا. ففي نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أرجأت "آبل" إلى أجل غير مسمى إطلاق نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي في دول الاتحاد الأوروبي، بسبب ما وصفته بـ"قلق تنظيمي" مرتبط بقانون الأسواق الرقمية. وللأسباب نفسها، صرفت "ميتا" في يوليو/ تموز 2023 النظر عن توفير شبكتها الاجتماعية الجديدة "ثريدز" للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي، قبل أن تطلقها أخيراً في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وفي إعلان مكتوب مخصص لبرنامجها للسنوات الخمس المقبلة، وعدت أورسولا فون ديرلاين التي أُعيد انتخابها الخميس لولاية ثانية على رأس المفوضية الأوروبية، بـ"تعزيز وتكثيف تطبيق" النصوص الأوروبية المتعلقة بقطاع التكنولوجيا. كتبت: "يجب على شركات التكنولوجيا العملاقة أن تواجه المسؤوليات المرتبطة بسلطتها النظامية الضخمة على مجتمعنا واقتصادنا".
(فرانس برس)