"مونولوجات غزة": عرض أدائي جديد لشهادات أكثر إيلاماً

30 نوفمبر 2023
أعاد الممثلون سرد شهادات لناجين من الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة (العربي الجديد)
+ الخط -

قدّمت مؤسسة عشتار نسخة جديدة من عرض "مونولوجات غزة" الذي أنتجته لأوّل مرة عام 2010، ويستعرض شهادات الناجين من الحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.

وفي البهو الصغير المؤدي إلى خشبة مسرح مؤسسة عشتار في مدينة رام الله، تقع أعين الجمهور على قائمة تضم العدد الهائل لشهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ويخترق آذانهم تسجيل صوتي للمواطنة هبة داود التي تروي على مدار عشرين دقيقة تفاصيل نجاتها وأسرتها الصغيرة من الموت مراراً، منذ انتشالها لزوجها من تحت الأنقاض وحتّى إعلان الهدنة، كتمهيد لعرض "مونولوجات غزة"، الذي أقيم مساء الأربعاء.  

وكان مسرح عشتار قد أنتج عرض "مونولوجات غزة" عام 2010 لأوّل مرّة، ثمّ قدم نسخة مطوّرة عنه في العام 2014، قدّمت في العديد من المدن حول العالم. فيما ضمّ العرض الجديد، الذي قدمه ممثلون محترفون مثل شادن سليم وإيميل سابا وخليل بطران إضافة إلى الهواة، شهادات ورسائل جديدة كتبت خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.

وأشار المدير الفني لمسرح عشتار، إيميل سابا، إلى أنّ عرض "مونولوجات غزة" بدأ بمجموعة شهادات كتبها ثلاثة وثلاثون طفلاً من قطاع غزة بعد عدوان العام 2008، وأنتجت كعرض أدائي مسرحي عام 2010، قبل أن تضاف إليها شهادات الناجين من الحروب الإسرائيلية اللاحقة.

وجاء العرض بالتزامن مع عروض مماثلة بمشاركة أكثر من ألفي فنان ومجموعة مسرحية، في أكثر من أربعين دولة، وبلغات متعددة، تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث قدم فنانون وفرق حول العالم عروضاً أدائية متعددة.

وبرزت من بين الشهادات الفردية، في عرض الأربعاء، شهادة هناء خلة من مدينة غزة، والتي تعود إلى العام 2010، حول صديقتها لانا التي كانت ترافقها إلى المدرسة وقتلها الاحتلال في عدوان العام 2008. وبحسب المعلومات، فإن خلة المولودة عام 1995 ما زالت على قيد الحياة واحتفلت بزواجها قبل شهرين من اندلاع الحرب الحالية. كذلك، شهادة أحمد الرزي عن حرب العام 2010، والتي تحدث فيها عن قصف منزلهم والمنازل المجاورة، وكيف حوّلته الحرب إلى شخصٍ أكثر حرصاً وأقل إسرافاً.

وأعاد الممثلون تقديم شهادات سجّلها الناجون من الحروب الإسرائيلية السابقة على القطاع.

وكان لافتاً ما قدمته الفنانة شادن سليم، وهي تجسّد صوتاً وأداء نصّاً لآلاء حجّاج، المولودة عام 1996 في حي الشجاعية، والتي كتبت شهادتها عام 2014، وهي شهادة لا تخلو من الكوميديا السوداء، إذ يمكن عنونتها بـ"الحمد لله اللي إجت على هيك. ولفتت سليم إلى أنّها بحثت عن حجاج، وعرفت أنّها تزوجت وتعيش اليوم في مصر.

كذلك، قدم الفنان خليل البطران شهادة لمحمود بلعاوي، فيما أعاد الفنان إيميل سابا سرد رسالة مفترضة كتبها الفنان علي أبو ياسين المقيم في القطاع بعنوان "من غزة إلى شكسبير".

وشارك في العرض "مسرح الحارة" في بيت جالا بفيديو يسرد حكاية طفلة استشهدت خلال الحرب، و"مسرح الحرية" في مخيم جنين بفيديو من مسرحية "فيديو 74" للمخرجة رنين عودة التي تعبّر عن الحالة الفلسطينية عامة، وفي قطاع غزة خاصة، فيما دشنت فرقة الكمنجاتي الموسيقية العرض بعزف وغناء نشيد "موطني" للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، بمشاركة جمهور الحاضرين.

المساهمون