موسيقيون أوكرانيون في ساحات الحرب

عندما قّرر الرّئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الالتحاق بجيش بلاده والخروج للقتال برفقتهم، انضم له قرابة 80% من المواطنين الأوكرانيين، وفقاً لمركز رازومكوف الأوكراني للدراسات والسّياسات العامّة، ممّن تركوا بيوتهم للمُساهمة في الدّفاع عن بلادهم. من بين هؤلاء مغنّون، وموسيقيون، وملحّنون، وغيرهم من ممارسي المهن الفنية الأخرى، الذّين كرّسوا ذواتهم وطاقاتهم لصالح بلادهم بسبل عدّة، توزعت بين القتال في صفوف الجيش، والتطوّع رفقة جمعيات ومنظمات إنسانية، والاستغاثة طلباً للمُساعدة الدولية على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

فمُنذ الغزو الروسي لبلادهم في 24 فبراير/شباط من العام الحالي، تغير كُلّ شيء بالنسبة لهم. مضى بعض هؤلاء في تأليف أغانٍ بكلمات تُعبّر عن الخراب الذي تعيشه البلاد، في حين ساعد الآخرون على استقبال اللاجئين في المسارح وقاعات العروض التي كانت تصدح قبل الحرب، بأنغام موسيقية جميلة، بدلاً من دوي الرصاص وأصوات صفارات الإنذار التي تصمّ الآذان. أما من كان منهم يحوز شاحنة تملكها فرقته، أو وسيلة نقل شخصية، فعمد إلى تسخيرها لنقل الإمدادات والمُساعدات، لمن يحتمون تحت سقوف غير سُقوف بيوتهم.

أندريه خليفنيوك

أندريه خليفنيوك (42 عاماً)، أحد أشهر مُغنّي الروك الأوكرانيين الذي تعاون هذا العام مع فرقة "بينك فلويد"، في أُغنية جديدة حول الحرب في أوكرانيا، أُصيب خلال إحدى الهجمات الروسية بنيران قذيفة استهدفت منطقة في ضواحي العاصمة كييف، 12 يوماً قبل إصدار الأغنية.

يقول خليفنيوك: "استخرج الأطبّاء شظية حديد من رأسي، ورغم الألم والندبة التي خلّفها الحادث، أشعر أنني بخير، فبعض الناس فقدوا أرجلهم وأذرعهم". ينشر حالياً تدريباته ويومياته على "تيليغرام"، بعد التحاقه بالجيش الأوكراني.

موسيقى

التحديثات الحية

الموسيقيون الروس... لم يعد في الغرب متّسع للصمت

أليونا سافرانينكو

لولا الحرب، لكانت أليونا سافرانينكو، مُغنية الراب ذات الثلاثين عاماً، تستعد لجولاتها المُوسيقية الصيفية في ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك. لكن بدلاً من ذلك، تتطوّع سافرانينكو الآن في تقديم الأدوية وتوزيع المساعدات على الملاجئ، إضافة إلى إجرائها لمقابلات إعلامية بصفة مُستمرة، وتسجيل فيديوهات للفت الانتباه الدولي لما يحدث في أوكرانيا.

ولسوء حظّها، لم تتمكّن مغنية الراب، التي سطع نجمها بداية من عام 2018، من المُشاركة في أي جولة موسيقية؛ بسبب جائحة كورونا سابقاً، ثم الغزو الرّوسي حالياً. لكنّها تُؤكّد أنّ الأمر لا يُزعجها: "كُلّ عقلي وانتباهي هُنا (أوكرانيا)".

يوليا يورينا

يوليا يورينا (27 عاماً) مُغنّية روسية اتّخذت من استوديو تسجيل بيتا ثقافيا وملجأ لها، فالاستوديو الذّي أُنشئ قبل ست سنوات، يتّخذه اليوم 15 موسيقياً ومُخرجاً وعائلاتهم مأوىً، مُحاطةً نوافذه بطاولاتٍ ومغطاة بأكياس قُمامة وشرائط لاصقة. تُقسّم يورينا وقتها بين توزيع الطعام والأدوية على من يحتاجونها، وإنتاج وتوزيع موسيقى جديدة، لكنّها تُعبّر عن شُعورها بالإحباط كون والديها اللذين يعيشان في روسيا يدعمان الغزو.

أوليغ سكريبكا

بعد انضمام عُضو من فرقته للجيش، ولزوم آخر لمخبأ خوفا من القنابل الرّوسية، لم يجد أوليغ سكريبكا (57 عاماً) مُغني فرقة الرّوك الأُوكرانية الأشهر والأقدم، فوبلي فيدوبلياسوفا، من يُشاركه شغف الموسيقى في زمن الحرب، غير ابنه البالغ من العُمر 14 عاما. وعرفاناً للجيش الأوكراني، ينظم سكريبكا برفقة ابنه حفلات موسيقية في مواقع سرّية للمئات من الجنود في كييف. يقول: "لا أعلم إن كنت أفعل هذا حقّا لأجلهم، أم لأجلي بصفة أكبر"، مُشيرا إلى ارتباطه العاطفي وشغفه بالموسيقى، ويُضيف: "لولا هذه المُقاومة، لما ظلّت كييف موجودة"، في إشارة للكفاح المستمر للعسكريين والمدنيين الأوكرانيين.