موسكو تضيّق على الصحافة المستقلة في خضم غزو أوكرانيا... واستمرار مقاطعتها إعلامياً

02 مارس 2022
حجبت روسيا دوجد وصدى موسكو (إيفان بتروف/الأناضول)
+ الخط -

حجبت السلطات الروسية محطة تلفزيونية وإذاعة مستقلتين بارزتين الثلاثاء، في سعيها لتشديد سيطرتها على الأخبار في خضم غزو أوكرانيا.

وأعلنت القناة التلفزيونية "دوجد" على حسابها في تويتر أنّ "مكتب المدعي العام طلب منع الوصول إلى "دوجد" و(المحطة الإذاعية) صدى موسكو". وأكدت دوجد ("مطر"، باللغة الروسية) أن الوسيلتين الإعلاميتين اتُهمتا بتوجيه "دعوات لارتكاب أعمال متطرفة وعنيفة"، ونشر "معلومات خاطئة عن دراية تتعلق بأنشطة العسكريين الروس".

وقال رئيس تحرير "صدى موسكو" أليكسي فينيديكتوف على تلغرام، أن "صدى موسكو لم تعد تَبث على الهواء"، بحسب "فرانس برس".

تميزت "دوجد" و"صدى موسكو"، وصحيفة "نوفايا غازيتا"، بعدم الالتزام بخطاب الكرملين في تغطيتها لغزو موسكو لأوكرانيا، على عكس الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الروسية.

ومنعت السلطات الروسية وسائل الإعلام من نشر أنباء غير تلك الصادرة عن الكرملين والجيش ومختلف الوزارات التي تقدم الغزو الروسي لأوكرانيا على أنه "عملية خاصة" محدودة شرق أوكرانيا.

وصنّفت السلطات الروسية العديد من وسائل الإعلام، ومن بينها قناة "دوجد"، "عملاء أجانب"، بهدف تشويه سمعتها في نظر المعلنين والجمهور، وتعقيد حصولها على الأوراق الإدارية للعمل.

وسعت "صدى موسكو"، المملوكة جزئياً من شركة الغاز العملاقة غازبروم، دائماً إلى تعزيز استقلالها، وهي واحدة من أكثر وسائل الإعلام احتراماً في البلاد، وفق "فرانس برس".

وتعاني وسائل الإعلام في روسيا من ضغوطات تخنقها. والأسبوع الماضي، هددت هيئة الرقابة على الاتصالات في البلاد "روسكومنادزور"، صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة، بحظر موقعها الإلكتروني ومصادرها الإعلامية، بسبب ما وصفته بـ "المعلومات المغلوطة عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا" وأمرتها بحذف "المعلومات المسيئة".

ومنعت السلطات الأسبوع الماضي وسائل الإعلام من استخدام "مصادر روسية غير رسمية". وهدّدت السلطات مستخدمي تعابير مثل "حرب" و"غزو" مصرةً على أنها "عملية عسكرية".

يأتي هذا كلّه فيما تقوم وسائل الإعلام التابعة للكرملين ببث بروباغندا واسعة تنشر فيها رواية الكرملين وتبرر "العملية العسكرية" كما تُغيّب صور قصف المدن الأوكرانية وتكدّس المدنيين في محطات المترو والملاجئ. 

وفي السياق، حذفت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" مقالاً يشيد بـ"نجاح روسيا في غزو أوكرانيا". والمقال الذي نشر يوم 26 فبراير/شباط الماضي، يشيد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لحلّه مشكلة أوكرانيا"، قائلاً إنّ "أوكرانيا عادت إلى روسيا" من خلال العمل العسكري. وتشير هذه الحادثة إلى أنّ المؤلف توقّع نصراً سريعاً لموسكو، لكنّ المقالة التي نشرت بسرعة حذفت أيضاً بسرعة من الموقع على الإنترنت.

وتصنّف منظمات غير حكومية روسيا كأحد أكثر البلدان تقييداً لحرية الصحافة في العالم. وتحتل روسيا المرتبة 150 من أصل 180 في أحدث مؤشر لحرية الصحافة الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود".

على الجانب الآخر، أعلنت "بي بي سي" أنّها لن تقوم بترخيص المحتوى التلفزيوني لعملائها الروس بعد الآن، ردًا على غزو أوكرانيا.

وطلبت هيئة الإذاعة العامة البريطانية أيضًا أن لا يتم بث الحلقات المتبقية من برنامجي، "الرقص مع النجوم" و"الكوكب الأخضر" لديفيد أتينبارا على التلفزيون الرسمي الروسي، على الرغم من بيع حقوق كلا البرنامجين.

انضم قطاع التلفزيون إلى كثيرين آخرين في النأي عن روسيا، حيث زادت الدول الغربية العقوبات ضد الأمة. وقال متحدث باسم بي بي سي: "اجتمع الفريق التنفيذي في بي بي سي اليوم وقرروا إيقاف جميع تراخيص المحتوى للعملاء الروس".

كما أعلنت ITV أنها ستتوقف عن العمل مع العملاء الروس بعد الغزو. وقال متحدث باسم الشركة: "لقد اتخذنا قرارًا بوقف المبيعات الجديدة للعملاء الروس لأننا لا نعتقد أنه من المناسب التعامل معهم في هذا الوقت".

وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعطت الثلاثاء الضوء الأخضر لحظر بث وسيلتي الإعلام الروسيتين "سبوتنيك" و"آر تي" على أراضي التكتل. وقرّرت الدول الأعضاء حظر المحتوى الإعلامي لـ"سبوتنيك" وبث قناة "آر تي" بالإنكليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية تلفزيونيا وعلى شبكة الإنترنت، على أراضي الاتحاد الأوروبي.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنت الأحد أن الاتحاد الأوروبي سيحظر "الماكينة الإعلامية للكرملين. لن تتمكن وسيلتا الاعلام الحكوميتان آر تي وسبوتنيك، وكذلك فروعهما، من بث أكاذيبهما بعد اليوم لتبرير حرب بوتين وزرع الانقسام في أمتنا. إننا نطور إذاً أدوات لمنع تضليلهما الإعلامي السام والضار في أوروبا".

المساهمون