مهرجان صندانس السينمائي: اهتمام واسع بأفلام المخرجات الإيرانيات

25 يناير 2023
يتناول فيلم "ذا بيرشن فيرجن" صراع الأجيال بين أفراد عائلة مهاجرة (إميلي أسيران/ Getty)
+ الخط -

استحوذت أفلام أخرجتها أو مثّلت فيها إيرانيات على اهتمام واسع في مهرجان صندانس السينمائي خلال نهاية الأسبوع الماضي، في وقت يتابع السينمائيون الإيرانيون المقيمون في الخارج الاحتجاجات التي تشهدها بلادهم.

واحتضن المهرجان، يوم السبت، عرضين أوّلين على المستوى العالمي لفيلمي "جونام"، وهو عمل وثائقي يتناول قصة عائلة مؤلفة من ثلاثة أجيال من النساء الإيرانيات يعشن حالياً في ولاية فرمونت الأميركية، و"ذا بيرشن فيرجن" الكوميدي الذي يتتبع مسار شخصياته في إيران ونيويورك على امتداد عدّة عقود.

وأقيم عرض أوّل خلال المهرجان لفيلم "شايدا" للمخرجة نورا نياساري، والذي يتناول قصة امرأة إيرانية تهرب من زوجها العنيف في أستراليا.

ويأتي إدراج هذه الأعمال في برنامج المهرجان المرموق، الذي ينظم في ولاية يوتا الأميركية، بعد أربعة أشهر من اندلاع احتجاجات في إيران، عقب وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق، للاشتباه في عدم احترامها لقواعد اللباس الصارمة في إيران.

وقُتل ما لا يقل عن 481 شخصاً خلال قمع التظاهرات، فيما يواجه نحو 109 آخرون عقوبة الإعدام بقضايا مرتبطة بالاحتجاجات. وجرى تنفيذ حكم الإعدام في حق أربعة أشخاص، بحسب منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية.

وتقول مخرجة "جونام" سييرا يوريك إنّ "المحتجين يخاطرون بحياتهم... وأنا أؤيدهم بصورة تامة".

وتضيف لوكالة فرانس برس: "لا يمكن للأشخاص أن يعبّروا بحرية في إيران، فالسلطات لا تتردد في سجن مخرجي الأفلام والفنانين". وتتابع "يمكنني أن أعبّر بحرية إلى حد ما خارج إيران".

واعتقلت السلطات الإيرانية عدداً كبيراً من الأسماء البارزة في المجال السينمائي الإيراني، من بينهم المخرج الشهير جعفر بناهي، المُدان منذ سنوات بتهمة "الدعاية ضد النظام"، والموقوف منذ ستة أشهر.

"خطر كبير"

تعجز سييرا يوريك، المولودة في الولايات المتحدة، عن السفر إلى إيران لأسباب أمنية. ويتطرّق فيلمها إلى محاولاتها للتعرف أكثر على إيران وفهمها بصورة أفضل، من خلال تعلّم اللغة الفارسية وإجراء مقابلات مع والدتها وجدتها.

وأصبحت يوريك تدرك تفاصيل مقتل أحد أجدادها، بالإضافة إلى قصة جدتها التي تزوجت في سن الرابعة عشرة من رجل تعرفت إليه قبل سن البلوغ حتى.

وبينما لا تظهر جدتها أي مشكلة في التطرّق إلى ذكرياتها، تشعر والدتها بالقلق من ذلك، لاعتبارها أنّ تناول ماضي العائلة في فيلم ينطوي على "خطورة كبيرة"، وتنبّه ابنتها إلى أنّ "المخرجين في إيران يواجهون الشنق".

وتقول يوريك: "أصبح الفيلم من خلال مشاركتنا في صندانس حاضراً في مشهد السينما العالمي"، مضيفةً: "أعتقد أن الإيرانيين يتساءلون دائماً متى يستطيعون قول الحقيقة"، لأنّ ما يقولونه يمكن أن يحمل "عواقب على إيرانيين مقيمين في إيران".

"أحرار"

يتناول فيلم "ذا بيرشن فيرجن" قصة شابة أميركية متحدرة من إيران تُدعى ليلى، وتجمعها علاقة متوترة بوالدتها، بسبب وجهتي نظرهما المختلفتين في شأن دور النساء. وتلعب الممثلة ليلى محمدي الدور الرئيسي.

عندما تُدرك ليلى تفاصيل حياة والديها في إيران وأسباب مغادرتهما البلاد، تتغيّر نظرتها ووالدتها إلى إرثهما المعقّد.

وتقول المخرجة مريم كيشافارز، على هامش عرض أوّل للعمل: "أنا فخورة لعرض فيلم إيراني يتناول النساء في المهرجان". وارتدى الممثلون المشاركون في المهرجان عن هذا الفيلم، شارات بألوان العلم الإيراني مكتوب عليها شعار "امرأة، حياة، حرية" الشهير.

وتضيف: "حتى قبل النظام الحالي، كانت النساء يكافحن ضد المجتمع من أجل ما يرغبن فيه. واستطعنَ قلب الأعراف وتعلّمن أن يكنّ أحراراً على طريقتهنّ".

وتعجز مريم كيشافارز عن العودة إلى إيران منذ عرض فيلمها الأول "سركمستنس" الذي يتناول قصة حب تجمع مراهقتين إيرانيتين.

وتبدي سييرا يوريك رغبة دائمة في زيارة إيران يوماً ما. وفيما تتابع التظاهرات من بعيد، تأمل أن يشكل فيلمها "جزءاً صغيراً من هذا النضال من أجل الحرية".

(فرانس برس)

المساهمون