مهرجان ربيع بيروت للمرة الأولى من دون مؤسسته جيزال خوري

29 مايو 2024
كان المهرجان بالنسبة إلى جيزال خوري رمزاً لتفكير سمير قصير (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ينطلق مهرجان ربيع بيروت في ساحة الشهداء بالعاصمة اللبنانية، مستعرضًا العلاقة العميقة بين 12 فنانًا لبنانيًا والمدينة من خلال سلسلة "زيارة" الوثائقية، في غياب مؤسسته الإعلامية جيزال خوري لأول مرة.
- تأسس المهرجان في 2009 كتحية لذكرى سمير قصير، يقدم أعمالًا فنية متنوعة تعرض لأول مرة في لبنان، بما في ذلك مسرحيات وحفلات موسيقية، مع التركيز على تكريم بيروت وفلسطين.
- يعكس المهرجان رمزية ساحة الشهداء وتاريخها الثقافي والسياسي، مؤكدًا على الأمل والحياة في بيروت رغم الأزمات والنزاعات، مع تقديم الأعمال الفنية مجانًا كهدية لأهل المدينة.

تعود الأضواء إلى ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية، مساء الخميس، في انطلاق مهرجان ربيع بيروت بعرض سلسلة "زيارة" التسجيلية في موسمها الثامن الذي يوثق علاقة 12 فناناً لبنانياً بالمدينة، بينما تغيب عنه للمرة الأولى مؤسسته الإعلامية الراحلة جيزال خوري.

وهذا المهرجان الذي انطلق في عام 2009 بمبادرة من جيزال خوري في تحية سنوية لذكرى اغتيال زوجها الصحافي سمير قصير في الثاني من يونيو/ حزيران 2005، درج على اختيار أعمال فنية متنوعة في برنامجه تعرض للمرة الأولى في لبنان.

ويتضمن المهرجان إلى جانب عرض 12 فيلماً قصيراً من سلسلة "زيارة"، مسرحية "صمت" للمسرحي الكويتي سليمان البسام، إضافة إلى حفلة موسيقية يحييها الفنان اللبناني زياد سحاب بعنوان "تحية لفلسطين وأهلها"، ويختتم بحفلة في 20 يونيو تعكس شخصية جيزال خوري "بالأقوال والأفعال"، على ما ذكرت مديرة المهرجان الممثلة رندا الأسمر لوكالة فرانس برس.

وأعربت الأسمر عن تمسكها بإقامة المهرجان "أكثر من أي وقت مضى، إذ كان عزيزاً على قلب جيزال خوري"، التي توفيت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، عن 62 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وارتأت خوري منذ تأسيسه "ألا تكون ذكرى سمير قصير خطابات وأشعاراً، وأن يكون حدثاً فنياً يضيء المدينة، وهدية لأهلها"، بحسب الأسمر، ومن هنا يتاح حضور أنشطته مجاناً.

وأشارت إلى أن هذا المهرجان كان بالنسبة إلى جيزال خوري "رمزاً لتفكير سمير قصير، بأن بيروت هي المنارة الحرة في المنطقة ثقافياً وفنياً وستبقى".

وقالت الأسمر: "أردنا أن تكون نسخة المهرجان هذه السنة تحية حب لبيروت التي لا تزال تختنق، وفلسطين التي تستمر فيها المجازر، وجيزال التي غابت عنا".

واختير محيط تمثال الشهداء التذكاري في وسط بيروت لافتتاح المهرجان بسلسلة "زيارة" الوثائقية التي تعرض على شبكة الإنترنت، لما لهذه الساحة من دلالات رمزية وتاريخية، إذ كانت خط تماس خلال الحرب اللبنانية (1975-1990)، وشهدت عام 2005 تظاهرات احتجاجية ضخمة ضمت لبنانيين من مختلف الطوائف عقب اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط من العام نفسه وللمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. ثم شهدت عام 2019 تظاهرات احتجاجية، طالبت برحيل الطبقة الحاكمة.

وأوضحت منتجة "زيارة"، دنيز جبور، أن خيار إقامة العرض الأول لهذا الموسم في ساحة الشهداء: "هو لرمزية هذه الساحة التي تحمل رسائل مهمة من ثورات مختلفة وأفكار متباينة، ونشعر بالحزن حين نرى أضواءها مطفأة خالية كأننا في مدينة أشباح".

وفي حلقات الموسم الثامن من السلسلة الوثائقية، يتناول فنانون لبنانيون من مختلف الاختصاصات "علاقتهم بهذه المدينة التي كانت مساحة كبيرة للحريات والجمال والفن والثقافة، وكيف تحولت مع الحرب والأزمة الاقتصادية (...) وكل ما عاشته من حروب ونزاعات. تدمرت وتشوهت ودائماً يبقى فيها أمل"، على ما صرحت جبور.

وتنقل المخرجة موريال أبو الروس "بلغة سينمائية شاعرية" شهادات هؤلاء الفنانين في 12 حلقة، تبلغ مدة كل منها 5 دقائق.

وقالت جبور: "لأننا نكرم مدينة بيروت، أحببنا أن نكون في هذه الساحة لنعيد إليها الحياة ولو لليلة واحدة".

(فرانس برس)

 

 

المساهمون