واحداً تلو الآخر تُسرَد الأسماء المرشحة لجوائز أوسكار خلال حفل بهيج، ثم يُفتَح الظرف الذي يكشف عن أسماء الشخصيات والأعمال الفائزة في كل فئة. لكن من يختار هذه الأسماء؟
تشرح موسوعة "بريتانيكا" أن التصويت على الفائزين بأوسكار هي مهمة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، التي لها هيئة إدارية خاصة، و17 فرعاً منفصلاً، وقواعد شاملة حول أهلية العضوية وعمليات التصويت.
شروط الانضمام إلى أكاديمية أوسكار
منذ عام 2016 عندما أعلن مجلس الإدارة عن تنويع عضويته، نما أعضاء الأكاديمية إلى حوالي 8 آلاف عضو. لا تُنشر أسماء جميع هؤلاء الأعضاء، لكنها تصدر في كل ربيع قائمة بالأفراد الذين دعتهم للانضمام إلى صفوفها.
وتنشر الأكاديمية أيضاً أسماء أعضاء مجلس إدارتها الحالي، والذي يضم ممثلين منتخبين من 17 فرعاً. تمثل هذه الفروع مجالات السينما المختلفة: التمثيل والإخراج والكتابة والصوت وغيرها.
لا تُنشر أسماء جميع الأعضاء
وفي 2019، أظهر الموقع الإلكتروني للأكاديمية أن رئيس مجلس الإدارة هو المصور السينمائي جون بيلي، ونائب الرئيس الأول هو فنانة التجميل لويس بورويل، وكان من بين أعضائه الممثلون لورا ديرن وووبي غولدبرغ وألفريد مولينا.
وللانضمام إلى المؤسسة يجب على الفرد العمل في صناعة السينما، ما يعني أنه لا يجوز للأفراد الذين يعملون حصرياً في التلفزيون ولا لأعضاء الصحافة الانضمام.
وبسبب شروط الأكاديمية الصارمة، يُتوقع أن تضم أسماء مثل ميريل ستريب وجاك نيكلسون وستيفن سبيلبرغ وتوم هانكس، الذين ترشحوا مرات عدة وفازوا بجائزة أوسكار.
شروط الترشح والفوز بأوسكار
تقول "بريتانيكا" إن عملية التصويت تمر بمرحلتين: الأولى هي تسمية المرشحين لجوائز أوسكار، والثانية هي التصويت للفائزين.
في المرحلة الأولى، يتلقى الأعضاء بطاقة اقتراع تسرد الأفلام المؤهلة. يجب أن يكون الفيلم طويلاً، وأن يكون قد عُرض علناً بمقابل لمدة أسبوع واحد على الأقل في صالة تجارية في مقاطعة لوس أنجلوس بين 1 يناير/ كانون الثاني و31 ديسمبر/ كانون الأول من سنة الجائزة.
ولدى الأفلام الوثائقية والأجنبية متطلبات الأهلية الخاصة بها، إذ يجوز للأعضاء الترشيح فقط لجوائز داخل فرعهم وفي فئة أفضل فيلم.
يتم تدوين الأصوات في نظام غامض
ويختار كل عضو في الأكاديمية ما يصل إلى خمسة مرشحين لكل فئة، ويسردهم حسب الأفضلية.
ولتحديد المرشحين في كل فئة، يتم تدوين الأصوات من قبل محاسبين عامين معتمدين من شركة يعينها رئيس الأكاديمية في نظام غامض إلى حد ما قد يبدو وكأنه طقس مقدس بالنسبة لشخص خارجي.
ولضمان حصول المرشحين على دعم واسع، وليس مجرد دعم عام، تستخدم الأكاديمية نظام "التصويت التفضيلي"، الذي يتضمن جولات عدة ورقماً "سحرياً"، حيث يجب أن يحصل المرشح على عدد محدد مسبقاً من الأصوات للنظر فيه كمرشح.
وبعد أسابيع قليلة من إعلان المرشحين في يناير/ كانون الثاني، تبدأ المرحلة الثانية من التصويت. بالنسبة للتصويت النهائي، يُسمح لجميع أعضاء الأكاديمية بالإدلاء بأصواتهم في أي فئة، لكن لا يتم تشجيعهم على التصويت في الفئات التي يفتقرون فيها إلى الخبرة.
ويكون أعضاء الأكاديمية الجدد مؤهلين لعضوية الأكاديمية لمدة 10 سنوات. وخلال عقد من العضوية يتعين عليهم أن يكونوا نشطين في صناعة السينما، بذلك تُجدّد عضويتهم تلقائياً لمدة 10 سنوات أخرى، وبعد ثلاث فترات يصبحون أعضاء مدى الحياة في الأكاديمية.
ويفرز المحاسبون بطاقات الاقتراع مرة أخرى، باستخدام النظام التفضيلي لتحديد الفائز بأفضل فيلم، وباستخدام التصويت العام لجميع الفئات الأخرى.
يخبئ المحاسبون الحقيبتين في مكان غير معلوم حتى يوم الحفل
بعد كل عمليات التصويت والفرز، يُحدّد الفائزون في النهاية، لكن لا يخبرهم أحد. اثنان فقط من المحاسبين يريان النتائج النهائية، وهما مسؤولان على الحفاظ على سرية هذه النتائج حتى حفل توزيع الجوائز.
ويحفظ المحاسبون أسماء الفائزين، ويحضرون مجموعتين من الأظرف، ويخبئون حقيبتين في مكان غير معلوم حتى يوم الحفل.
وليلة الحفل، لا أعضاء الأكاديمية ولا منتجو حفل الجوائز يعرفون من سيحصل على جائزة أوسكار، ويبقى اسم الفائز لغزاً حتى يُنطق به مباشرة على الهواء.