تحقق وزارة الخارجية الكندية في اختفاء الصحافي الفلسطيني ــ الكندي منصور شومان منذ أسبوعين في غزة، التي تتعرّض لعدوان إسرائيلي مستمر. ونقلت قناة "سي تي في نيوز" الكندية عن الوزارة أنها "على علم بوجود كندي مفقود في غزة، يراقب المسؤولون الكنديون الوضع عن كثب وهم على اتصال مباشر مع أفراد الأسرة، ونظراً لاعتبارات الخصوصية، لا يمكن الكشف عن مزيد من المعلومات".
وأمضى منصور شومان أشهراً في توثيق الأوضاع المأساوية في غزة، منذ ما قبل العدوان، كصحافي مواطن، كما عمل على توزيع المساعدات الإنسانية. وقد تحدّث بشكل متكرر إلى وسائل الإعلام الدولية خلال العدوان لمشاركة تفاصيل الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
منصور شومان مختفٍ منذ 21 يناير
تعتقد السلطات الكندية أن شومان اختفى في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، في ظل تقارير وشهادات ترجّح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقله. وقالت زميلة شومان زهيرة سومار، للقناة، إن آخر مرة تحدثت فيها مع منصور شومان كانت الساعة الرابعة مساءً من 21 يناير/كانون الثاني. وقالت: "في الصباح التالي، لم نقلق حقاً بشأن اختفائه لأننا علمنا أن هناك انقطاعاً في التيار الكهربائي وكنا نعلم أن خانيونس تتعرض للهجوم"، ولكن بحلول بعد ظهر يوم 22 يناير، سمعوا من آخرين في الميدان أن "منصور غادر خانيونس واتجه نحو رفح".
وعندما لم يتمكن رفاقه من الاتصال به، بدأت أجراس الإنذار تدق. وفي يوم 25 يناير، نشر عاملون مع شومان على حسابه في "إكس" رسالة تفيد بأنه قد يكون مفقوداً.
وبعد ذلك، قالت سومر إن "هناك ثلاثة شهود عيان قالوا إنه يوم 23 يناير، عندما كان في طريقه من خانيونس إلى رفح، اعتقله الجيش الإسرائيلي".
منصور شومان نقل جرائم الاحتلال باللغة الانكليزية
يعيش منصور شومان في غزة مع عائلته منذ 2002 ولديه خمسة أطفال، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الكندية. ومع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، فرّت عائلته من المنزل. ومع استمرار العدوان، قرّر شومان الانفصال عن زوجته وأطفاله حتى يتمكن من توثيق المجازر.
ونقل شومان لمؤسسات إعلامية عدة أوضاع المستشفيات المكتظة بالمهجّرين، وانقطاع الاتصالات، وانتشار الجوع والأوبئة.
وقالت سومار إن منصور شومان لم يكن يوثق ما يحدث على الأرض فحسب، بل كان يحاول أيضاً المساعدة في أعمال الإغاثة. وأوضحت أن الصحافي "كان يقوم بنوعين مختلفين من العمل. أولاً ينشر الوعي حول ما يحدث كصحافي مستقل. والجزء الثاني من العمل هو الجهود الإنسانية" بحيث "يعمل على الأرض لتأمين الغذاء والمساعدات والإمدادات الطبية والمساعدة في بناء الخيام والمأوى وتقديم الإغاثة على الأرض".
وقالت سومر إن قلقها بشأن سلامة شومان يتفاقم بسبب الخوف من أن يكون معتقلاً لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، مذكرةً بأن العالم قد رأى "الصحافيين يتعرّضون للاستهداف. في الوقت الحالي، نحتاج حقاً إلى أن تتحرك حكومة كندا بشكل عاجل". وقد حصلت عريضة تطالب بعودة منصور شومان سالماً على أكثر من 87 ألف توقيع منذ مشاركتها قبل أسبوعين.
من جهتها، عبّرت لجنة حماية الصحافيين عن "قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن الصحافي الكندي الفلسطيني منصور شومان قد اختفى وهو في طريقه من خانيونس إلى رفح، وتدعو السلطات الإسرائيلية إلى الرد على الادعاءات القائلة بأن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلته.