أعلنت مديرة دار الكتب الوطنية، الدكتورة رجاء بن سلامة، مساء أمس الاثنين، إقالتها من إدارة المؤسسة التابعة لوزارة الشؤون الثقافية، التي تضمّ آلاف الكتب والمخطوطات النادرة.
وفي تدوينة عبر "فيسبوك"، لفتت بن سلامة، أحد الوجوه الحقوقية المعروفة في البلاد، إلى أنّها تفاجأت بالقرار، خاصةً أنّه جاء من دون إبداء الأسباب.
وأثار منشور بن سلامة الكثير من ردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي في تونس، ووفقاً لعددٍ كبير من المعلقين، جاءت الإقالة بسبب تدوينة نشرتها بن سلامة في 14 شباط انتقدت فيها الرئيس قيس سعيّد.
وكتبت بن سلامة حينها: "متضامنة مع إذاعة موزاييك ومديرها ومع كل الموقوفين بتهم غامضة... ضد عودة تهم التآمر ضد الدولة لقمع المعارضين وتركيع وسائل الإعلام".
وشكر الناقد خميس الخياطي الدكتورة الحقوقية، متسائلاً: "اليوم جاء الدور على رجاء بن سلامة، دور من غداً؟".
بدورها، قالت الحقوقية سناء بن عاشور: "يا للخسارة... الأستاذة الصديقة رجاء بن سلامة تُقال من إدارة دار الكتب الوطنيّة، آخر قلعة نور تسقط بين أيدي الحاكم بأمره بعدما أرجعت فيها الأستاذة رجاء بن سلامة روح العلوم الحديثة والنقد والعقل المعرفي... الاستغناء عن القدرات والكفاءات والزج بالمؤسسات العلمية في المتاهات والحسابات تلبية للشهوات الانتقامية للسلطان".
كما كتبت الأكاديمية ألفة يوسف: "الأستاذة الزّميلة رجاء بن سلامة تُقال من إدارة دار الكتب الوطنيّة... لم أكن لأكتب في الموضوع لولا تزامن إقالة الأستاذة مع تدوينة رأي لها قد لا ترضي من هم في السّلطة قلّة من البشر فقط يقبلون الرّأي المخالف لرأيهم".
ويذكر أن تونس تشهد في الفترة الأخيرة تضييقاً على حرية النشر والتعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد أن أصدر الرئيس التونسي قيس سعيّد في 13 سبتمبر/ أيلول 2022 المرسوم عدد 54، الذي تعتبره المنظمات الحقوقية تجريماً لحرية الرأي والتعبير، وتضييقاً غير مسبوق على حرية النشر في الفضاء الإلكتروني.