مناظرات المرشحين للرئاسة الروسية بلا "إثارة"

28 فبراير 2024
اقتصرت المناظرات على ثلاثة مرشحين (الكسندر نيمينوف/ فرانس برس)
+ الخط -

في إحدى حلقات المناظرات بين المرشحين للرئاسة الروسية في انتخابات عام 2018، رشت المرشحة المثيرة للجدل، الإعلامية ذات التوجهات الليبرالية، كسينيا سوبتشاك، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي حينها، فلاديمير جيرينوفسكي، بالمياه بعد تصاعد حدة التلاسن بينهما، وسط تحول الدعاية الانتخابية إلى نوع من "العرض التلفزيوني الترفيهي المثير".

إلا أن الوضع بعد مرور ست سنوات يبدو مغايرا تماما خلال حملة الانتخابات الراهنة المقرر إجراؤها في منتصف مارس/ آذار، والتي غاب عنها جيرينوفسكي إثر وفاته في عام 2022 وتفرغت سوبتشاك للعمل الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك عدم سماح الكرملين بمشاركة أي مرشح لا يدعم الحرب على أوكرانيا، ومنع تسجيل مرشح حزب "المبادرة المدنية" بوريس ناديجدين.

وفي ظل عزوف المرشح الأوفر حظا، الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، عن المشاركة في المناظرات التي يتم بثها عبر القنوات الفيدرالية، تقتصر المشاركة فيها على ثلاثة مرشحين هم نيقولاي خاريتونوف عن الحزب الشيوعي الروسي، وليونيد سلوتسكي عن الليبرالي الديمقراطي (غاب أيضا عن أولى المناظرات)، وفلاديسلاف دافانكوف عن حزب "أناس جدد".

وبذلك، تجري المناظرات التي انطلقت في الأسبوع الحالي في أجواء هادئة تتصدرها شعارات شعبوية مثل ضرورة تطوير المنظومة التعليمية، "بلا مكونات" للعروض التلفزيونية من قبيل الشجار أو العراك، وهو ما يرجعه مدير عام "مركز الإعلام السياسي" في موسكو، أليكسي موخين، إلى تقديم المشاركين الثلاثة أنفسهم كـ"فاعلين جادين".   

ويقول موخين، في حديث لـ"العربي الجديد": "الحملة الراهنة لا تتسم بطابع مولد للصدامات نظرا لتشكيلة المشاركين فيها الذين يقدمون أنفسهم كفاعلين جادين لهم مواقف راسخة يدافعون عنها بالحجج والبراهين بلا صدام".

ويجزم بأن سلوتسكي "لن يحذو حذو جيرينوفسكي في مسألة الصدامات والشجارات"، مشيرا إلى أن الأساليب التي يعتمدها المرشحون لا تتيح لهم التصادم.

من جهتها، رأت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن أول مناظرة بين المرشحين للرئاسة الروسية التي بثتها قناة روسيا 1 أول أمس الاثنين، أظهرت أنه "رغم أن مثل هذا الإطار للدعاية الترويجية سيستمر لبضعة أسابيع أخرى، إلا أنه يمكن إنهاؤه الآن، لأنه ليس عرضا تلفزيونيا"، معتبرة أن ذلك أمر مقصود، وأنه ليس من باب المصادفة أن" التعليم" كان القضية الأولى التي لا مجال للجدال الحقيقي فيها.

وفي مقال بعنوان "مناظرات المرشحين لم تعد عرضا تلفزيونيا"، أعربت الصحيفة عن دهشتها من أن "العاملين بالتلفزيون تناسوا قوانين مهنتهم القاضية بأن الحلقة الأولى من المسلسل المرتقب يجب أن تكون مشتعلة إلى أقصى حد"، مشتبهة في أن "القناة قامت، على ما يبدو، بكل ما بوسعها حتى لا يكون الأمر كذلك، وكأنه تم اختيار قضية ستجذب المشاهد إلى الشاشة أولا، ثم ستدفعه إلى الفرار".

وخلصت "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن "المرشحين عارضوا كل ما هو سيئ، ودعموا كل ما هو جيد".

غياب أبرز المرشحين عن المناظرات

وبموازاة غياب بوتين عن المناظرات، شأنه في ذلك شأن غيابه عنها في حملة 2018، أرجع الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، عزوف الرئيس الحالي عن المشاركة إلى تعليقه يوميا على كافة جوانب حياة الروس.

وقال بيسكوف في تصريحات صحافية في وقت سابق من فبراير/ شباط الجاري: "يمكن للروس الاطلاع على تصريحات بوتين بشأن كافة جوانب حياتهم يوميا". وشدد على أن "بوتين هو الرئيس الحالي للدولة، ويعيش في ظروف جدول رئاسي مكثف للغاية. هذا يميزه بشكل جذري عن المرشحين الآخرين".

وأدلى بيسكوف بتصريحاته هذه بعد أن كشفت لجنة الانتخابات المركزية خلال قرعة توزيع وقت البث بين المرشحين للرئاسة بالقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الفيدرالية أن مقر بوتين الانتخابي أخطر اللجنة بتخلي مرشحه عن وقت الأثير التلفزيوني والإذاعي المجاني بالقنوات الحكومية الفيدرالية المخصصة للمناظرات.

المساهمون