ممثلون يشكون من رقابة التلفزيون الجزائري على مسلسل "عاشور العاشر"

17 ابريل 2021
الجزء الثالث من مسلسل "عاشور العاشر" (يوتيوب)
+ الخط -

تعرّض المسلسل الكوميدي "عاشور العاشر" الذي يبث على التلفزيون الحكومي الجزائر للرقابة وقص مشاهد منه، بحسب ممثلين شاركوا في هذا العمل الذي يحظى بشعبية واسعة لدى الجمهور نظراً لمضمونه السياسي.

وقال الممثل مروان قروابي، أحد الممثلين في المسلسل، إنّ "المقص داير حالة (فعل فعلته)". وأضاف، في تسجيل فيديو نشره، أنّ "الحلقات التي بثت تعرضت للمقص بشكل أساء كثيراً للعمل"، مشيراً إلى أن "مضمونها الذي تم تصويره واجتهد الممثلون في أدائه لا علاقة له بما بث".

ويصور المسلسل الذي يغيب بطله الرئيسي صالح أوقروت عنه هذا العام، وخلفه الممثل حكيم زلوم، في بيئة تاريخية ويؤدى بطريقة ساخرة، ويطرح إسقاطات عدة على الحياة السياسية وكيفيات إدارة الحكم والديمقراطية والإعلام.

ويعطي العمل تلميحات عن الصراع على السلطة وتداخلها بين الملك والجيش والأجهزة، وإلى أزمة الحكم بشكل عام وانفراط الثقة بين الشعب والحكومة، كما يلمح إلى الحراك الشعبي في الجزائر.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وحملت الحلقة الأولى للمسلسل إشارة سياسية واضحة بشأن استمرار النظام السياسي في البلاد بعد تحييد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حيث تضمنت مشهداً يصور ترميم وجه الملك وتعديله جراحياً، وفهم على أنه إسقاط سياسي لتحييد عبد العزيز بوتفليقة واستخلافه بالرئيس عبد المجيد تبون.

وفي السياق نفسه، كتب الممثل أحمد زيتوني الذي أدى دوراً في المسلسل الكوميدي، على صفحته في "فيسبوك": "عار عليك يا تلفزيون" مع رمز المقص، في إشارة إلى مقص الرقابة.

وكانت الحلقة الأولى من المسلسل الكوميدي قد تعطل بثها في اليوم الأول من شهر رمضان، وأرجئ بثها إلى اليوم الثاني، لأسباب قيل إنها فنية، قبل أن يُفاجأ الممثلون بتعرضها للرقابة وإلغاء مشاهد كثيرة منها.

ولم يعلّق منتج المسلسل ومخرجه جعفر قاسم على هذه الانتقادات. ويعتقد بعض النقاد أنّ تمويل التلفزيون الحكومي لمسلسل ذي مضمون سياسي كان عبارة عن فخ نصب للعمل الفني، لنقل ملكيته الفنية إلى التلفزيون الحكومي، بما يمكن السلطات من مراقبة مضمونه والتدخل فيه، وإلغاء أي مشاهد أو تلميحات تكون ذات صلة بالسلطة السياسية الجديدة أو بالرئيس عبد المجيد تبون.

وكتب الإعلامي مروان الوناس سلسلة تدوينات على "فيسبوك"، قال في أحدها إنّ "سقوط الواجهة وإعادة ترميم الوجه فقط. بمعنى أن نظام عاشور العاشر لم يمت". وأضاف أنّ "أي عمل درامي لا يلامس هموم الناس ولا يطلق العنان لخيالهم ولا يسمح لهم بإسقاط ما يشاهدونه على ما يعيشونه هو عمل فاشل .لذلك نجح عاشور العاشر في جزأيه 1و 2".

وعلّق الوناس على مقص الرقيب الذي طاول المسلسل بالقول إنّ "النظام يفزع من مسلسل درامي من نسج الخيال... فقط خوفاً من الإسقاطات السياسية. الظاهر أن سقف الحرية في زمن العصابة الأولى كان أكبر، لماذا سكت النقاد عن شيء يسمى حرية الإبداع، أم أنه الخوف، لماذا لا تدافعون عن حرية الإبداع وتنددون بمقص الرقيب الذي طاول عاشور العاشر 3؟".

لكن الصحافي والناقد الفني محمد علال، رأى من زاويته أنّ الرقابة التي حدثت على المسلسل، هي "حماية للذوق العام"، مضيفاً، في تدوينة له، أمس الجمعة، أنّ النظام "لم يمارس الرقابة على عاشور العاشر سياسياً بل فنياً"، وقد "وجد نفسه (الرقيب) في الأخير أمام عمل مبتذل ومباشر وسطحي، يجتر نكاتاً فيسبوكية". وتوقع علال أن تتحول صفقة تمويل التلفزيون الحكومي لـ"عاشور العاشر" "إلى فضيحة، قد تنتهي بسقوط رؤوس كبار، من على رأس مؤسسة التلفزيون تحديداً".

(shame on you) .. هي صرخة ممثلي سلسلة عاشور العاشر بعد تعرضهم لمقص الرقيب، صرخة جعلتني اتذكر منشور سابق كتبته في شهر...

Posted by Mohamed Allal on Friday, 16 April 2021
المساهمون