ممثلون سوريون... أبعد من قصة مسلسل
ربيع فران
تستكمل الأعمال الدرامية العربية عروضها الرمضانية. ورغم تفاوت نجاح المسلسلات خاصة هذا الموسم، تأتي إعادة اكتشاف مجموعة من أهم الوجوه السورية، لتثبت أن الحرفية أو الموهبة ما زالتا تتفوقان أحياناً على القصة والسيناريو، وحتى الإخراج.
فائز قزق
يسجل للممثل السوري فايز قزق تقدم كبير في دورين متشابهين لجهة الكاركتر، القائمة على الفساد، فهو نافذ معين من قبل أجهزة الاستخبارات السورية في مسلسل "كسر عضم"، ورجل فاسد تابع لحزب النظام الحاكم في سورية في "مع وقف التنفيذ". لا يمكن استغراب الأداء العالي للمثل فايز قزق في الدورين، والفصل أو عدم التشابه، رغم أن "الشبيح" والنافذ هو نفسه في "كسر عضم" و"مع وقف التنفيذ". لكن فرادة قزق تؤجج الصراع، وتدفع بالتالي إلى شغل المشاهد بهذا "الديكتاتور" الذي يصل به الحال إلى القتل لبقائه في المنصب وعلى كرسي الحكم. يخرج فايز قزق عن كل التزام الممثلين، لنجد أنفسنا أمام رجل واثق بكل جملة أو عبارة يقولها، لا يهادن أو يراوغ، بل يتحدى إطار الدور ليثبت مرة أخرى أنه الأكثر حرفية في أحداث المسلسلين.
غسان مسعود
لا يقل حضورغسان مسعود، في "مع وقف التنفيذ"، عن زميله فايز قزق. مسعود الهادئ، يتقمص الدور بسلاسة نادرة، معارض سوري حقيقي، يبحث عن الحرية، رغم الاعتقال والتضييق عليه من قبل الاستخبارات السورية، وينقل صورة الأب محاولاً تعويض أولاده عن غيابه أيام الاعتقال، وكأنه في حرب ثانية مع جيل آخر؛ جيل الأبناء الذي يفضل الثورة والحلم بتحقيق العدالة الاجتماعية، بعيداً عن منظور أو مفهوم الأب الضامن للحرية والانفتاح وتقبل الآخر.
عباس النوري
يخلع الممثل عباس النوري مجدداً ثوبه، وكأنه ينسى بطولاته في عدد كبير من المسلسلات السورية، لكنه يتقاطع هذه المرة مع شخصية "شبيح الحارة" الوصولي، الذي يضحي بكل شيء من أجل المال والهدايا. لا يفصل فوزان، في "مع وقف التنفيذ"، بين مسلمات الحياة، وطريقة تعامل الأب مع ابنتيه، فيجعلهما سلعة متداولة للزواج بميسوري الحال، وتحقيق مكاسب وأموال، تبقيه في منأى عن العوز المالي، ساعياً إلى تبوّؤ منصب مختار المحلة، من دون اهتمام بالتنازلات المفترض أن يقدمها للنافذين.
فادي صبيح
مجدداً، يخرج فادي صبيح في مسلسل رمضاني، ليثبت أنه موهبة تستحق التوقف عندها. يلعب دور هاشم في "مع وقف التنفيذ"؛ شخصية قوية تمثّل الأخ الأكبر لعائلة كانت ميسورة قبل الحرب والتهجير، والعودة في ما بعد إلى البلدة ذاتها.
يجهد فادي صبيح في تقديم الدور بصورة أكثر من مقنعة، تجلعنا أمام ممثل نعيد اكتشاف جديده في كل مرة، متسلّحاً ببعض الشعارات التي يرويها، والتي تتحول إلى رمز على المواقع البديلة وفي يوميات الناس العادية.
هكذا، تخرج الدراما السورية المنهكة في بعض النصوص والحكايات إلى بعض النجاح من خلال أداء الممثلين. عامل الإنقاذ الأوحد في إعادة هذه الصناعة إلى سابق عهدها وذروة نجاحها قبل فترة الحرب السورية، وما عانته في سنوات الحرب إلى اليوم من فروض طاعة الاستخبارات على شركات الإنتاج والمنتجين، وأحياناً الممثلين.