ملكة جمال ألمانيا الجديدة تتعرّض لحملة تنمّر

27 ابريل 2024
تُوّجت شوناور ملكة جمال ألمانيا في نهاية فبراير (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آبامه شوناور، ملكة جمال ألمانيا الجديدة ذات الأصول الإيرانية والمهندسة المعمارية، تتعرض لحملة تنمّر عبر الإنترنت بسبب عدم تطابق شكلها مع المعايير الجمالية النمطية.
- تغييرات في مسابقة ملكة جمال ألمانيا منذ 2019 تركز على شخصيات المتباريات والقيم والقضايا الاجتماعية بدلاً من المقاسات والعمر والوزن، مما أدى إلى تتويج شوناور.
- شوناور تسعى لإحداث تغيير وتكون قدوة لابنتها والنساء الإيرانيات، مؤكدة على أهمية النضال من أجل المساواة واحترام الاختلاف، وتتلقى دعمًا من الجالية الإيرانية ومدير المسابقة.

تتعرض ملكة جمال ألمانيا الجديدة، آبامه شوناور، وهي مهندسة معمارية من أصل إيراني، لحملة تنمّر عبر الإنترنت، لأنّ شكلها لا يتطابق بصورة كبيرة مع المعايير الجمالية النمطية لملكات الجمال.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في برلين، تقول آبامه شوناور (39 عاماً) متنهدةً: "أجد هذا الأمر محزناً جداً (...) هذه الرسائل سطحية لدرجة أنني أعجز عن قول أي شيء"، في إشارة إلى التعليقات الساخرة والإهانات التي طاولت شكلها وعمرها وأصولها.

أُدخلت منذ العام 2019 تغييرات إلى مسابقة ملكة جمال ألمانيا، على غرار ما حصل في مسابقة ملكة جمال الكون نوعاً ما، مع العلم أن لا صلة بين المسابقتين. والمسابقة التي تغيّر اسمها إلى "جوائز ملكة جمال ألمانيا" (Miss Germany Awards) تولي اهتماماً أقل للمقاسات والعمر والوزن، وتركز أكثر على شخصيات المتباريات والقيم التي يؤمنَّ بها والقضايا الاجتماعية التي يرغبن في الدفاع عنها والعمل من أجلها.

وبناء على ذلك، تُوّجت شوناور ملكة جمال ألمانيا في نهاية فبراير/شباط الماضي. وتقول: "شاركت في مسابقة ملكة جمال ألمانيا لأنني أردت إحداث تغيير. لي ابنة تبلغ عامين، وشعرت أنني أريد تحمل مسؤوليات لأكون قدوة لها". وتضيف: "كنت دائماً أتطلع إلى النساء الإيرانيات القويات اللواتي يخرجن إلى الشوارع كل يوم ويقاتلن من أجل حرّيتهنّ. هذه هي الأسباب التي جعلتني أقول في قرارة نفسي إنّ عليّ إنجاز شيء ما".

شهدت إيران قبل عامين احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

ولا ترغب شوناور، وهي أم لطفلين، في أن يسيطر عليها الشعور بالخوف. وتقول شوناور التي وصلت إلى ألمانيا مع والديها عندما كانت في السادسة: "لم أتخيل أنّ فوزي باللقب سيثير ضجة مماثلة، لكنّ ذلك يظهر لي أنّ نضالي" من أجل المساواة بين الرجل والمرأة واحترام الاختلاف بات "أهم من أي وقت مضى". وإلى جانب عملها مهندسة، فهي مؤسسة شبكة شيرزان التي تناضل من أجل حقوق المرأة.

وبما أنّ الأجانب يتعرضون للتمييز في ألمانيا، وتحديداً من اليمين المتطرف والجناح اليميني المحافظ، بسبب ما يُزعم عن أنهم لا يرغبون في الانخراط بالمجتمع الألماني، تشكل مسيرتها مثالاً إيجابياً ومشجعاً. وتقول: "ارتدت المدرسة في ألمانيا، ونلت شهادتي، ودرست الهندسة المعمارية". وتضيف: "تعلّمت أن أثبت نفسي في هذه البيئة الذكورية، وأن أقاتل وأحظى بالاحترام بوصفي امرأة، وإيرانية، ثم مهاجرة". وتؤكد أنها تتلقى أصداء إيجابية من الجالية الإيرانية، وتوضح قائلة "إنهم فخورون جداً بأننا نمنحهم القليل من الأمل، وبأننا نحن النساء الإيرانيات يمكننا تحقيق شيء في بلد آخر نشأنا فيه ونقطنه منذ أكثر من 30 عاماً".

وأعرب مدير المسابقة ماكس كليمر عن تضامنه معها فور بدء ظهور رسائل الكراهية. وقال عبر حسابه في "إنستغرام" إن لجنة التحكيم مرتاحة وواثقة بأنها "اختارت الشخص المناسب".

(فرانس برس)

المساهمون