ملاحقة طالبين نشرا صحيفة تدعم غزة في جامعة أميركية

06 فبراير 2024
تواجه إدار جامعة نورثويسترن اتهامات بقمع الطلاب المؤيدين لفلسطين (جاك بوكزارسكي/الأناضول)
+ الخط -

يواجه طالبان في جامعة نورثويسترن في ولاية إلينوي الأميركية احتمالية السجن لمدة عام بعد نشرهما صحيفة طلابية في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي تنتقد بشكل ساخر موقف إدارة الجامعة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتتهمها بالتواطؤ في الإبادة بحق الفلسطينيين، بحسب موقع "ذا إنترسبت" الأميركي.

وقام الطالبان الأسودان بمحاكاة صحيفة الجامعة الرسمية ذا ديلي نورثويسترن، ليصدرا "نورثويسترن ديلي" التي نشرت مقابلات مزيفة مع مسؤولي الجامعة وإعلانات مزيفة ساخرة من إسرائيل. وبعد طباعتها، علقت الصحيفة على لوحات الإعلانات ووزّعت في الصفوف وقاعات المحاضرات، كما تم توزيع 300 نسخة منها بين نسخ الصحيفة الرسمية للجامعة.

وأثارت الحادثة غضب مؤيدي الاحتلال عبر الإنترنت، متهمين المسؤولين عن نشر الصحيفة بأنّهم "معادون للسامية"، ومعتبرين أنّ محتواها "مسيء". نتيجة لذلك، تقدّمت شركة نشر الطلاب (إس بي سي) المالكة لصحيفة المدرسية بشكوى للسلطات للتحقيق في القضية، وهو الأمر الذي أفضى في النهاية إلى تحديد هوية الطالبين اللذين وقفا خلف إعداد وتوزيع الصحيفة الساخرة.

ووجّه المدعي العام المحلي اتهامات للطالبين بسرقة خدمات إعلانية، وفقاً لقانون موجودة حصراً في ولايتي إلينوي وكاليفورنيا، كان قد أقر في وقت سابق لمكافحة جماعة كلو كلوكس كلان اليمينية المتطرفة، وينصّ على أنّه من غير القانوني "نشر إعلان غير مصرح به في صحيفة أو دورية".

ووفقاً لـ"ذا إنترسبت" يواجه الطالبان احتمالية السجن لمدة عام، مع غرامة تصل قيمتها إلى 2500 دولار أميركي.

وقالت المحامية إيلين عودة، والتي أشرفت سابقاً على المحامين العامين في مقاطعة كوك بولاية إلينوي، حيث يقع مقر نورثويسترن: "لم أر قط أي شخص متهم بسرقة الإعلانات". فيما قال متحدّث باسم جامعة نورثويسترن لموقع ذا إنترسبت: "تقدمت شركة النشر الطلابية، الناشر المستقل لصحيفة ذا ديلي نورثويسترن، بشكوى جنائية حول نشر نسخة مزيفة منها الخريف الماضي". تابع: "وفقاً لما يقتضيه القانون، أجرت شرطة الجامعة تحقيقاً جنائياً، مما قادها إلى اكتشاف قيام طلاب عدة بانتهاك قانون الولاية".

وعبّر بعض الطلاب العاملين في الصحيفة الحقيقية "ديلي نورثويسترن" بالغضب من مضي المسؤولين بالدعوى، وقال طالب حالي ومحرر سابق في الصحيفة، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من انتقام مسؤولي الجامعة: "من الواضح جداً أن هذا إجراء تمييزي". من جهتها، كتبت هيئة تحرير صحيفة ديلي نورثويسترن، الاثنين، مقالاً طالبت فيه ناشرها بأن يقدم طلباً رسمياً لإسقاط القضية، واصفة التحقيق بأنه “غير ضروري وضار".

وتمثل هذه الاتهامات، بحسب "ذا إنترسبت"، تصعيداً في المعركة حول حرية التعبير والاحتجاج في الجامعات الأميركية التي شهدت أروقتها قمعاً للطلاب المؤيدين لفلسطين بحجة معاداة السامية ونشر خطاب الكراهية.

وقال غراهام بيرو من مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير: "إنه أمر مثير للقلق عندما يبدو أن الجامعات تستهدف خطاباً سياسياً محدداً".

وعبّر الكثير من الطلاب في "نورثويسترن" عن صدمتهم من الاتهامات، ووجدوا فيما يجري تصعيداً خطيراً يهدّد حرية التعبير. نتيجة لذلك تعهدت أكثر من 70 منظمة طلابية بمقاطعة "ديلي نورثويسترن" حتى يتم إسقاط التهم عن الطالبين. وقال طالب فضل عدم الكشف عن اسمه: "حتى التلاميذ الذين التزموا الصمت بشأن ما يحدث في غزة، بدؤوا بالتحدث علناً حول القضية الحالية".

ووقع أكثر من 5000 شخص على عريضة يقودها الطلاب تطالب دار النشر الطلابية بإسقاط التهم، واعتبروا ما يحدث "إفراطاً في مراقبة واستهداف الطلاب السود".

وأعرب الموقعون عن دهشتهم من أن المدعين اختاروا استخدام قانون غير معروف، ووضع أساساً لمواجهة الجماعات العنصرية المتعصبة للبيض، كما لفتوا أن الشرطة لم تعتقل سوى شخصٍ واحد بموجب هذا القانون منذ إقراره.

من جانبه، نفى مجلس إدارة شركة إس بي سي أن تكون هناك دوافع سياسية لقراره إبلاغ الشرطة بالحادثة، وقال في بيان: "لا علاقة لحرية التعبير أو السخرية بهذا الأمر، مثلما لا يمكنك السيطرة على بث محطة تلفزيون أو موقع إلكتروني، لا يمكنك أيضاً تعطيل توزيع صحيفة طلابية".

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة واجهت إدارة جامعة نورثويسترن أوقاتاً عصيبة، خاصةً بعد إدانتها عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ومواجهتها اتهامات بالانحياز ضدّ الطلاب المؤيدين للشعب الفلسطيني. في الوقت نفسه، تلقت الإدارة اتهامات من جهات مؤيدة للاحتلال بأنها تسمح بعمل مجموعات طلابية "تدعم بشكل كبير حركة حماس"، داعيةً إياها إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الأفراد الذين ينتهكون سياسة الجامعة".

المساهمون