مكاسب بيروت في معركة الدراما الرمضانية
يتواصل تصوير مسلسل "ملوك الجدعنة" في بيروت (الصبّاح للإنتاج)
التقى قبل يومين المستشار السعودي تُركي آل الشيخ والمنتج السوري محمد مشيش، بعد خروجه من الحجز في القاهرة بسبب قضية "تزوير" تعود إلى سنوات خلت، وذلك بعد الدعوة التي وجهها آل الشيخ للقاء منتجي الدراما العربية في القاهرة، ووضع خطة خاصة لـ"النهوض بالإنتاج الدرامي".
من الواضح أنّ المعركة بين الرياض والقاهرة، في ما يتعلق بالإنتاج الدرامي المصري، تتجه إلى تصاعد. والواضح أيضاً أنّ المنتج السعودي يسعى إلى استثمار خبرة المنتجين اللبنانيين والسوريين المنفيين، أو الذين يعملون في الخارج، في معظم الأعمال التي تُعرض على المنصّات والشاشات السعودية.
قبل عامين، اصطدم التوافق المصري السعودي بالقيود التي فرضها النظام المصري على المنتجين العرب في ما يتعلق بإنتاج المسلسلات، وأوكل المهمة إلى شركة واحدة هي "سينرجي" للقيام بذلك، مع بعض الاستثناءات الخاصة بشركات مصرية أخرى، مثل "العدل غروب".
احتكار السياسة المصرية لشركة إنتاج واحدة والتضييق على حرية العمل حملا الممول السعودي "MBC / شاهد" إلى تنفيذ الخطة "ب" عبر الاستعانة بالمنتج اللبناني "الصبّاح/ إيغل فيلم"، لتنشيط صناعة وتوزيع وعرض الأعمال الدرامية الخاصة بالمفكرة الرمضانية، أو خارجها (المسلسلات القصيرة)، والتي تعرض كافة أشهر السنة على منصّة شاهد. هكذا، تمكنت بيروت من استغلال النزاع المصري السعودي عبر إنتاج أكثر من 17 عملاً درامياً خلال عام، وفتح الباب أمام مزيد من المنتجين العرب للاتجاه إلى بيروت، ليقدم المنتج السوري محمد مشيش قبل شهر باكورة أعماله المصورة في العاصمة اللبنانية، "قيد مجهول"، من إخراج السدير مسعود، ويُعرض على منصة OSN حصرياً.
كذلك، بدأ في يناير/ كانون الثاني تصوير مسلسلين مصريين في بيروت، أولهما "لحم غزال" من إخراج محمد أسامة وبطولة غادة عبد الرازق، وشريف سلامة، ووفاء عامر. وبالتزامن، لم ينتهِ المنتج صادق الصباح، حتى اليوم، من إنهاء عمليات تصوير مسلسل "ملوك الجدعنة" في بيروت، إخراج أحمد خالد موسى وبطولة عمرو سعد، ومصطفى شعبان، ورانيا يوسف، وتشارك "MBC" مع شركة "الصبّاح" بإنتاج العملين بتكلفة يتردد أنّها تجاوزت 3 ملايين دولار، بسبب بناء مدن خاصة شبيهة بالحارات المصرية. الواضح أنّ ذلك يُشكل تحدياً للفضائية السعودية في منافسة الدراما المصرية المرادفة، والمسموح لها التصوير داخل القاهرة.
كما تشاع أخبار عن تعثر بعض الأعمال المصرية، مثل إيقاف مسلسل "الملك" من إخراج حسين الميناوي، بسبب عدم التوثيق الكامل للرواية التاريخية، ومحاولة اتهام مسلسل "الطاووس"، إخراج رؤوف عبد العزيز، باستنساخ حادثة الـ"فيرمونت". من جهتها، أصدرت الفنانة نهى العمروسي، قبل أيام، بياناً عبر محاميها تطالب فيه بوقف عرض المسلسل، لما يحمله من إساءة لابنتها، والتحقيقات في القضية التي لم تقفل بعد.