مغردون: اقتحام الكونغرس يكشف استفحال النفاق والتمييز في أميركا

07 يناير 2021
لم تعنف الشرطة مقتحمي الكونغرس كما فعلت مع مناهضي العنصرية (وين مكنامي/Getty)
+ الخط -

انتقد مغردون أميركيون حجم النفاق في الولايات المتحدة، والذي يُمكن اعتباره منهجياً، إذ تختلف الصورة الحقيقيّة من الأرض عن التصريحات الرنانة اليومية داخل البلاد وخارجها حول المساواة والديمقراطية وعنف الشرطة واحترام آراء الشعوب ومواقفها. فقد أظهرت طريقة تعامل الشرطة والسلطات مع مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب التمييز بين البيض والأعراق الأخرى بل وكيف أنّ "الامتياز الأبيض" white privilege هو حقيقة في البلاد.

فقد كان مقتحمو الكونغرس من مناصري ترامب بأغلبهم من البيض وبينهم مجموعات يمينية متطرفة، وتمكّنوا من اقتحام مبنى الكابيتول هيل حيث مقرّ الكونغرس، وهو أعلى رمز للديمقراطية في الولايات المتحدة، حيث من المفترض أنّ صوت الشعب هو الذي يصل وهو الذي يحرّك السياسات. لكنّ تلاعب ترامب وبعض الجمهوريين من حوله أدى إلى انقسام حول الانتخابات كفكرة عامّة، فقد خسر الرئيس ورفض هزيمته بل وأجّج مناصريه الغاضبين لاقتحام الكونغرس، فيما لو حصل ذلك في أي بلد آخر لتحرّكت الولايات المتحدة الأميركية رسمياً وأدانت وشجبت وطالبت بالتغيير واحترام إرادة الناخبين بحسب مغردين.

ودوّن أميركيون بينهم مشاهير ومغنّون وصحافيون وسياسيون عن ذهولهم لوقوف الشرطة بلا أي تحرّك يمنع اقتحام الكونغرس، كما وعدم التحضير أمنيًا لهكذا حدث واستدعاء المزيد من عناصر الشرطة وجنود الحرس الوطني، خصوصاً أنّ التظاهرة معلنة سابقاً وأنّ النواب الأميركيين كانوا يجتمعون في الكونغرس، معتبرين أنّ الخرق الأمني غير مبرر بل ويدل على التمييز العرقي.

ونشر المغردون صوراً من التظاهرات الأميركية المناهضة للعنصرية وتظاهرات حراك "حياة السود مهمة"، والتي تظهر أعداداً هائلة من الجنود والجيش والشرطة، كما تظهر عنفاً مفرطاً بحق متظاهرين سلميين يطالبون بالمساواة في بلد الديمقراطية الأول في العالم. ورأى هؤلاء أنّ الاختلاف بين المشهدين، من التظاهرات المناهضة للعنصرية بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض منتصف العام الماضي، إلى مظاهر العنف المفرط والترهيب الذي أظهره مؤيدو ترامب أمام الكونغرس، يؤكد أنّ الولايات المتحدة الأميركية تميّز بين أبنائها وهي تعلي من شأن البيض وتتغاضى عن تجاوزاتهم مهما كانت.

وكتبت كايتلين: "فقط لكي نكون واضحين، لم يكن الدرس الشرطي لهذا اليوم هو أن رجال الشرطة كان ينبغي أن يكونوا أكثر وحشية مع مؤيدي ترامب، بل كان عليهم أن يكونوا أكثر تحفظًا أثناء احتجاجات "حياة السود مهمة" لكنهم اختاروا ألا يكونوا كذلك. لا تدعهم يستفزونك لتهتف لوحشية الشرطة.".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وقال كريستون: "اعتبارًا من الساعة 9:30 الليلة، قامت شرطة العاصمة باعتقال 52 شخصًا. في 1 يونيو، أثناء احتجاجات BLM بعد وفاة جورج فلويد، قامت شرطة العاصمة باعتقال 289 شخصًا.".

وغرّد وايل: "الامتياز الأبيض ليس أسطورة. كنا نعلم ذلك بالفعل". وكتب كيفن: "إنه لعار مطلق ما يحدث في مبنى الكابيتول الأميركي الآن. ومثال صارخ على عدم المساواة في كيفية اختيار سلطات إنفاذ القانون للتعامل مع المتورطين.".

وسخر جايلين: "الركوع على الركبة (خلال النشيد الوطني) هو عدم احترام لأميركا ولكن اقتحام العاصمة ليس كذلك".  وسأل دوايد: "يتم إيقاف السود ولا ينجون أحياء أحياناً. لا يمكننا النوم في أسرّتنا دون أن نقتل. لا يمكننا الركض دون أن نقتل. لا يمكننا أن نسير في الشارع بغطاء رؤوسنا دون أن نقتل... لكنهم يستطيعون فعل كل ذلك ؟؟؟".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المساهمون