التفاصيل الشخصية والخطيرة... معلوماتُكم التي تنهشها التطبيقات

30 نوفمبر 2020
انتشرت دعوات لحذف فيسبوك بسبب خرقه الخصوصية (ياب آريينز/Getty)
+ الخط -

تعرف شركات التكنولوجيا والإنترنت الكثير عن المستخدمين بفضل قدرة تطبيقاتها على امتلاك البيانات وتحليلها واستخدامها لأهداف عدة، مثل إرسال الإعلانات إلى المستخدم بشكل مكثف. وحلّلت شركة "كلاريو" الأمنية البيانات الشخصية التي تتبعها أكبر العلامات التجارية في العالم لاكتشاف الشركات الأكثر غوصاً في بيانات المستخدمين. 

"فيسبوك" و"إنستغرام"... في الطليعة
من دون مفاجآت، جاء تطبيق التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على رأس قائمة جامعي البيانات. كشبكة اجتماعية، يعتمد "فيسبوك" على منح المستخدمين إمكانية الوصول إلى جميع التفاصيل الخاصة بهم حتى يتمكنوا من تزكية الأصدقاء لهم، وإعلام الناس بأن هذا هو عيد ميلادهم، واقتراح مجموعات لكي ينضموا إليها، والأهم من ذلك: "قصفهم" بالإعلانات.
والإعلانات هي الطريقة التي تحقق بها شركة "فيسبوك" أقصى استفادة، نحو 16.6 مليار دولار على وجه الدقة، بناءً على تقاريرها لعام 2018، يعني هذا أنه كلما عرفت المزيد عنكم، زادت قدرتها على البيع. 

بالإضافة إلى المعتاد، مثل اسمكم وموقعكم وعنوان بريدكم الإلكتروني وتاريخ ميلادكم، فإن التطبيق الأزرق يجمع أيضاً مجموعة كاملة من التفاصيل التي قد لا تكونون على دراية بأنكم قد منحتموه وصولاً إليها. في الواقع، من بين جميع البيانات التي يمكن الشركة جمعها بشكل قانوني عنكم، يحصل التطبيق على 70.59 في المئة منها. 

ويأتي تطبيق تبادل الصور والمقاطع "إنستغرام" في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكبر جامعي البيانات. يجمع التطبيق المملوك لـ"فيسبوك" نفسها 58.82 في المئة من جميع البيانات المتاحة، مثل هواياتكم وطولكم ووزنكم وحتى توجهكم الجنسي. ومثل "فيسبوك"، تستخدم إدارة "إنستغرام" معظم هذه المعلومات للإعلان والتوصية بالحسابات التي يجب على المستخدم متابعتها.

تطبيقات المواعدة
تستخدم تطبيقات المواعدة مثل "تيندر" طولكم ووزنكم وحيواناتكم الأليفة لمساعدتكم على الحصول على موعد أو شريك حياة. ويجمع تطبيق المواعدة الوردي 55.88 في المئة من البيانات المتاحة للمساعدة في مطابقتكم مع شريك مثالي. بالإضافة إلى معرفة عمركم وتوجهكم الجنسي وطولكم واهتماماتكم وما إذا كنتم تمتلكون حيواناً أليفاً، يخزّن التطبيق أيضاً التفاصيل المصرفية الخاصة بالمستخدم، ما يسهل عليها بيع خيار النسخة المدفوعة. 

وبالإضافة إلى محاولة ربطكم بالشريك، يتتبع "تيندر" أيضاً كيفية استخدامكم لمختلف منصات الوسائط الاجتماعية إذا ربطتم حساباتكم بالتطبيق. يخزن أيضاً جميع الرسائل التي ترسلونها إلى الشركاء، ما يعني أنه يمكن استخدام جميع محادثاتكم، الحميمية أو المحرجة، لاستهدافكم بالإعلانات والمنتجات.

"أمازون" تحلل ما تفعلونه
تجار التجزئة مثل "أمازون" يستخدمون أقل كمية من البيانات لاستهدافكم. على الرغم من كونها أكبر بائع تجزئة عبر الإنترنت في العالم، تجمع "أمازون" جزءاً بسيطاً من البيانات مقارنةً بالأعمال الأخرى، فقط 23.53 في المئة من البيانات المتاحة. بالإضافة إلى الأشياء الواضحة، مثل اسمكم وعنوان بريدكم الإلكتروني وعنوان منزلكم وتفاصيلكم المصرفية، فإن المنصة تتبع كيفية استخدامكم لها. تراقب المنتجات التي تنظرون إليها والأشياء التي تشترونها والمراجعات التي تتركونها، ما يساعدها في الترويج لمنتجات جديدة تتناسب مع اهتماماتكم.

"سبوتيفاي" و"نتفليكس"
يستخدم تطبيق الاستماع إلى الموسيقى والبودكاست "سبوتيفاي" وسائل التواصل الاجتماعي والاهتمامات وقوائم التشغيل الخاصة بالمستخدم لتحديد ما يجب أن يستمع إليه. يجمع التطبيق 35.29 في المئة من بيانات المستخدم، ويستفيد من بروفايلات الوسائط الاجتماعية لفهم اهتماماته وهواياته. إذا سبق أن حضر حفلة موسيقية لنانسي عجرم، وشارك صوراً لها على "إنستغرام"، فقط تظهر نانسي عجرم بين قائمة توصيات التطبيق.

كذلك يتتبع الموسيقى التي تستمعون إليها، ما يمكنه من إنشاء قوائم تشغيل بناءً على ما تحبونه. تتضمن تقارير نهاية العام جميع الأغاني التي استمتعم إليها، وتتيح إلقاء نظرة على آخر 12 شهراً من الأغاني الناجحة. وبالمثل، تتبع منصة مشاهدة الأفلام والمسلسلات "نتفليكس" نوع الأعمال التي تشاهدونها حتى تتمكن من التوصية بأعمال مماثلة. صُمِّمَت البيانات التي تجمعها لمنحكم تجربة مستخدم أفضل، ما يعني أنكم ستستمرون في العودة مراراً وتكراراً لمشاهدة المزيد من الأعمال التي تختارها لكم. وتعدّ "سبوتيفاي" و"نتفليكس" أمثلة جيدة على جمع البيانات التي لا يمانعها المستخدمون.

البريد الإلكتروني
أكد تقرير شركة "كلاريو" أن 93.75 في المئة من الشركات ستأخذ عنوان بريدكم الإلكتروني وتخزنه لاستخدامه للبقاء على اتصال أو للتسويق في المستقبل. عنوان البريد الإلكتروني هو البيانات الأساسية التي تطلبها كل الشركات والعلامات والمنصات تقريباً. 18.75 في المئة تعرف وزنكم، بينها Slimming World وStrava وNike لأنها تطبيقات صحية، لكن الغريب أن تطبيقات مثل "إنستغرام" تطلبها أيضاً. 

تكنولوجيا
التحديثات الحية

هل يمكن أن تعود بياناتنا لتطاردنا؟
نظراً لوفرة البيانات التي نشاركها مع الشركات، ليس من المستغرب أن نرى بعض الأشياء التي تسرّبت وكُشف عنها عنا، والتي نفضل الاحتفاظ بها بشكل سري. ومع ذلك، يقول التقرير إنه بفضل قوانين حماية البيانات، وبعض برامج الأمن السيبراني الآمنة، فإن ما يمكن الشركات فعله بالفعل ببياناتكم محدود للغاية. بالإضافة إلى التسويق لكم واستخدام بياناتكم لإدارة موقعهم على الويب، لا يمكن الأعمال التجارية أن تفعل الكثير. وتجري حماية بياناتكم من خلال السياسات التي تضطر الشركات إلى الاشتراك فيها، وإذا انتهكت هذه السياسات، فقد تواجه غرامات كبيرة.

المساهمون