بدأت تلوح معالم معركة قانونية ستدور فصولها في قطر والولايات المتحدة الأميركية ضد فيلم The Misfits، وهو من إنتاج هوليوودي إماراتي، لتصويره قطر كأنها دولة تمول وتؤوي إرهابيين، ولذكره بالاسم شخصيات ومؤسسات قطرية، من بينها "قوة الأمن الداخلي" (لخويا) ومجموعة "دار الشرق" و"مستشفى العمادي".
الفيلم بدأ عرضه في الصالات الأميركية خلال يونيو/حزيران الحالي، ومن المقرر طرحه في الإمارات الشهر المقبل. وهو من إخراج ريني هارلن وبطولة بيرس بروسنان. تولت "شركة فيلم جيت للإنتاج" الإماراتية بالتعاون مع شركتي "باراماونت بيكتشرز" و"ذا أفنيوز" من مجموعة "هايلاند للأفلام" الأميركية إنتاجه. صورت مشاهده في دبي في الإمارات العربية المتحدة، بميزانية بلغت 15 مليون دولار أميركي.
يتعمد الفيلم تصوير الرئيس السابق لـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الشيخ يوسف القرضاوي، على أنه "زعيم جماعة الإخوان المسلمين" و"راعي الإرهاب العالمي". وفي أحد المشاهد، شوهدت سيارة "لخويا" حمراء في إشارة واضحة إلى "قوة الأمن الداخلي" في قطر.
في السياق نفسه، أعلنت مجموعة "دار الشرق" الإعلامية، اليوم الخميس، تحريك دعوى جنائية ضد صنّاع وممولي The Misfits.
وقالت المجموعة، في بيان نشرته صحيفة "الشرق" القطرية على صفحتها الأولى، إنها قدمت أمس الأربعاء بلاغاً جنائياً لإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية في وزارة الداخلية القطرية، وقُبل البلاغ وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مشيرة إلى أن الفيلم احتوى على "أفكار ومشاهد تحرض على الكراهية وتشويه سمعة البلاد وعدد من المؤسسات العسكرية والإعلامية والطبية".
وبينت المجموعة في بلاغها أن الفيلم "تضمن وضع رقم الهاتف الخاص بها، بقصد الإساءة للدار وانتهاك حقوقها"، وطالبت باتخاذ التدابير المؤقتة والإجراءات القانونية اللازمة المتبعة مع حفظ حقها في إحالة الأمر للمحكمة المختصة وطالب الادعاء بالحق المدني.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة "دار الشرق" جابر الحرمي، لـ"العربي الجديد"، إن "المجموعة حركت دعوى قضائية قُبلت ضد منتج وممول الفيلم، أياً كانت الأطراف أفراداً أو مؤسسات أو دولاً".
وحول ما إذا كانت المجموعة سترفع دعوى قضائية دولية لمنع عرض الفيلم، قال الحرمي "حالياً ننتظر مجريات الدعوى محلياً، وبناء عليه ستكون خطواتنا التالية، ونحتفظ في الوقت نفسه بحقنا في طلب التعويض من الجهات التي أنتجت أو مولت هذا الفيلم".
كما كان الرئيس التنفيذي لـ"مستشفى العمادي"، عبد الرحمن محمد العمادي، قد أعلن أنهم بصدد رفع قضية دولية على الشركة المنتجة للفيلم، لاستخدامهم الاسم التجاري للمؤسسة من دون إذن مسبق والإساءة لها في مضمون الفيلم أيضاً.
وقال الوكيل القانوني لـ"مستشفى العمادي" المحامي عايض العذبة، في تصريحات صحافية، إن القضية ستتناول المطالبة بمنع الفيلم من العرض ورفعه من على منصات المشاهدة، إضافة إلى المطالبة بالتعويض عن كافه الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت وستلحق بالمستشفى جراء عرض الفيلم، بما فيها التشهير والإساءة إلى السمعة.
وأكد الأمين العام لـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" علي القره داغي، لـ"العربي الجديد"، أن المؤسسة ستنسق مع مجموعة "دار الشرق" و"مستشفى العمادي" ودولة قطر، لرفع دعوى جماعية ضد ممولي الفيلم ومنتجيه.
فيما دعا عضو مجلس إدارة "جمعية المحامين القطرية"، المحامي حواس الشمري، المتضررين من الفيلم إلى سرعة اللجوء للقضاء الأميركي لتعويضهم. وقال في معرض رده على سؤال لـ"العربي الجديد" إن على المتضررين استشارة مكاتب محاماة أميركية، لرفع دعوى أمام القضاء الأميركي، والمطالبة بالتعويض عن الأضرار.
أعاد الفيلم الممول إماراتياً الحديث عن الأزمة الخليجية في الشارع القطري، إذ فرضت الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر حصاراً جوياً وبريا وبحرياً على دولة قطر، متهمة إياها بتمويل الإرهاب، وهي الأزمة التي دامت أكثر من 3 سنوات ونصف السنة وأدت الى تصدع العلاقات الخليجية -الخليجية، قبل أن يجري الاتفاق مطلع العام الحالي، في القمة الخليجية التي عقدت في العلا السعودية، على المصالحة وإنهاء الأزمة، بعدما رفعت الدول الـ4 حصارها.