من يتابع قائمة الأكثر تداولاً على موقع تويتر في لبنان، لن يخيّل له أن البلاد تعيش واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية والأمنية والسياسية. إذ غالباً ما تتصدّر قائمة الترند أسماء الفنانات اللبنانيات لأسباب نادراً ما تكون مفهومة أو واضحة. فقبل أسبوعين مثلاً وبينما كانت أزمة انقطاع الخبز تشغل اللبنانيين، تصدّر اسما الممثلتين ماغي بوغصن ونادين نسيب نجيم قائمة الترند على موقع تويتر، من دون أي مبرّر، فلا أعمال جديدة لهما، ولا تصريحات مثيرة للجدل. التفسير البسيط هو أن النجمات اللبنانيات يتنافسن على شراء الترند، أو بطريقة أوضح، دفع الأموال لحسابات وهمية للتغريد بأسمائهن، بهدف تصدّر قائمة الأكثر تداولاً.
بحسب مصادر متابعة لطريقة عمل الفرق الإعلامية للفنانات، فإن الوسوم مدفوعة الثمن لا تحتاج لأكثر من 200 دولار، بهدف ابتداع حسابات آلية تغرّد بوسم يحمل اسم الفنانة ويدفعه إلى قمة الترند. هذه الموجة ظهرت في لبنان قبل سنوات مع إليسا، ثم سارت على نهجها بقية الفنانات، ليتحوّل الصراع بينهنّ إلى معارك لا يعلم أحد كيف تبدأ.
قبل شهر تقريباً ومع صدور أغنية نانسي عجرم، ومارشميلو "صح صح" تصدّر اسم عجرم الترند، لينافسها فجأة اسم إليسا من دون أي مبرر واضح. فأغنيتها "زهرة الياسمين" التي انتشرت تغريدات جديدة عنها، لم تكن جديدة. ثم التحقت بالمعركة ميريام فارس هي الأخرى، بوسم #ميريام_فارس_تصل_إلى_العالمية، بفضل أغنيتها "قومي" التي مضت 3 سنوات على إصدارها. كي تكتمل أركان الصراع، انضمت هيفا وهبي أيضاً إلى المنافسة على عرش "تويتر" مع أغنيتها "تيجي".
وغالباً ما تظهر هذه المعارك في المواسم التي لا تتضمّن أيّ إنتاجاتٍ جديدة أو أعمالٍ درامية أو أفلامٍ جديدة، وتتوسع رقعتها لتشمل تراشقاً كلامياً بين جماهير النجمات. وهي ظاهرة تتمدّد في أغلب الأوقات إلى العالم العربي، لكنها سرعان ما يخفت وهجها تمهيداً لمعارك جديدة، تجعل من الترند مجرد ساحة إضافية للخواء الذي يعيشه المشهد الفني اللبناني منذ سنوات.