طالب مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في "شبكة الصحافيين الكُرد السوريين"، دائرة الإعلام في "الإدارة الذاتية"، مراجعة قرارها بإيقاف عمل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية دليل سليمان، في منطقة شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرتها.
وأوقفت "الإدارة الذاتية" دليل سليمان عن العمل قبل حوالي أسبوع، بعد تصويره وقفة احتجاجية في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، وذلك بعد توجيه تنبيهات سابقة له، إثر تصويره مكباً للنفايات قريباً من المدينة، تتوجه إليه عوائل بهدف الحصول على مصادر للدخل.
وعدّدت الشبكة في بيان مطول صدر عنها يوم الجمعة 15 يناير/ كانون الثاني الأسباب التي تمنع إيقاف سليمان عن العمل، معتمدةً على تصريحات الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في "الإدارة الذاتية"، جوان ملا إبراهيم، لموقع "الاتحاد ميديا"، ومستندةً إلى إيميل رسمي مرسل من قبل الشبكة للدائرة لم يتم الرد عليه.
وفي التوضيح الأول لها، قالت الشبكة "اعتماداً على تصريحات الرئيس المشترك لدائرة الإعلام، والتي جاءت متضاربة، إذ نفى ملا إبراهيم في بداية حديثه أن "يكون موضوع التقارير سبباً في إصدار قرار الإيقاف بحق المراسل، دليل سليمان".
وبينت الشبكة أن هناك تناقضاً في تصريحات ملا إبراهيم، الذي أكد منح دليل سليمان موافقة لتصوير المخيمات العشوائية في مدينة الرقة، وصور من خلالها مكباً للنفايات بين فيه وضع العاملين، مضيفةً أن قرار الإيقاف جاء بسبب كشف سليمان "مكامن الفساد في قضية النفايات".
وفي البند الثاني للشبكة أكدت أن قانون الإعلام ليس فيه أي إشارة لمنع التصوير بالطائرات المسيرة، وتابعت "إن كان هناك نص باللوائح الداخلية فمن المنطقي توزيعه على وسائل الإعلام كافة للتقييد به"، رداً على قول الرئيس المشترك أن "التصوير عبر الطائرات المسيّرة (الدرون) يستلزم الحصول على موافقة من قوى الأمن الداخلي (الأسايش)".
وتحفظت الشبكة على دعوة دائرة الإعلام سليمان لمراجعة مكتبها في مدينة عامودا بريف الحسكة، للوقوف على تجاوزاته، مبينةً "أن تصوير حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي بالطرق البدائية، وحالة الناس بالمخيمات العشوائية في مدينة الرقة، ومكب النفايات وأوضاع العاملين فيه، من صلب العمل الإعلامي، وهي قضايا مطلبية شعبية إنسانية عامة وهامة بنفس الوقت".
ورداً على قرار إيقاف سليمان مدة عامين، وفق تصريح ملا إبراهيم، أكدت الشبكة أن هكذا عقوبة لا توجد ضمن المخالفات والعقوبات المسلكية التي هي من صلاحيات دائرة الإعلام، مشددةً على أن هكذا عقوبة ليست من ضمن القانون في البند السادس الذي يحدد خمس مخالفات وفق قانون الإعلام. واعتبرها ملا إبراهيم من ضمن المخالفة الأولى وهي "نشر أخبار كاذبة، انتهاك الخصوصية، استخدام مهمة مزاولة المهنة الممنوحة للإعلامي في غير مكانها".
وأكدت الشبكة أن عقوبة هذه المخالفة للمرة الأولى "الإنذار" وللمرة الثانية "سحب مهمة مزاولة المهنة لمدة شهرين"، وفي المرة الثالثة "سحب مهمة مزاولة المهنة لمدة أربعة أشهر".
مسعود حامد صحافي مختص بقانون الإعلام، تحدث لـ"العربي الجديد" عن قرار الإدارة الذاتية بإيقاف دليل سليمان، وقال: "أعتقد أن قرار مديرية الإعلام كان خطأ وكان يجب عليها التريث قليلاً، وتعرف وجهة نظر الصحافي دليل سليمان إذا كانت لديها شكوك حول بعض المواضيع التي تعتقد أنها غير مهنية أو هناك التباس فيها".
وأضاف حامد: "حسب المصادر والمعلومات التي حصلنا عليها أن القرار كان خاطئا، وأن دليل سليمان لم يقم بأي عمل منافٍ للعمل الصحافي، الأمر الآخر بحسب قوانين الإعلام في الإدارة أهن لا يوجد أي قرار أو عقوبة تصل لحد منع الصحافي من العمل عامين كاملين متتالين حسب قوانين الإدارة الذاتية، ولا أعرف على أي قانون استندت الإدارة في فرض هذه العقوبة".
وأردف حامد "حسبما قال الرئيس المشترك لإدارة الإعلام أنهم حاولوا فهم وجهة نظر دليل سليمان لكنه لم يكترث بمطلبهم ولم يكترث بالدعوات له، وهذه أيضاً تحتسب نقطة، بأننا لسنا في بلد ديمقراطي، الأمن فيه مستتب وكل الأمور مستقرة. نحن في بلد يعيش الحرب وأزمتها موجودة، والكثير من الأزمات، أعتقد أنه كان على السيد دليل سليمان مراجعة مكتب الإعلام، حتى لا نصل لهذا الحد".
ختاماً بيّن حامد أن الهامش الموجود في مناطق الإدارة الذاتية بخصوص حرية الإعلام هو أكثر بكثير من كل المناطق الأخرى، وهو ربما لا يتناسب مع مطالب الصحافيين، لكن نوعاً ما هناك حرية وهامش الحرية، ويمكننا أن نعمل بأمان وحسب التقارير الدولية أيضاً لا توجد هناك انتهاكات بحق الصحافيين تصل لمستوى أن تكون المنطقة منطقة سوداء.