تستخدم مصممة خام الجلود مكملاً للأزياء السودانية وفق رؤية اتخذت من الأفروعربية، منطلقاً لجعل منتج بلادها، منافساً في الأسواق العالمية. وتعتمد السودانية سماح عركي، بشكل أساسي على الجلود ذات الدرجة الأولى، بدلاً من الاستيراد.
وبدأت عركي التي لديها خبرة خمس سنوات في هذا المجال تصميم خام الجلود منذ أن كانت طالبة في الجامعة بتشجيع من والدها، لكنها بعد التخرج عملت في وظيفتين مختلفتين لمدة أربع سنوات. ولم تستطع سماح الاستمرار في تلك الوظائق واتجهت إلى عالم الجلود، الأمر الذي تهواه وتتميز فيه.
أنشأ لها والدها ورشة مخصصة لذلك، واختار لها اسم "زنجران"، وهو أحد المقامات الموسيقية الذي استخدمه الفنان التشكيلي السوداني محمد عبد الحي، والموسيقار إسماعيل عبد المعين للتعبير عن الأفروعربية في الثقافة السودانية.
وعندما بدأت عركي الانخراط في الواقع، صدمت لعدم وجود بنى تحتية تدعم مجال الأزياء، سواء بوجود مصانع نسيج، أو تصنيع أقمشة، أو سوق محلي نشط، مقارنة بسوق الاستيراد ومنتجاته عالية السعر.
تقول "بالنسبة لمجال الجلود من السهل على المصمم أن يتحكم في الجودة الخاصة بالعمل، فلدينا أنواع جلود ممتازة جداً لكن مع الأسف لا توجد استفادة قصوى منها".
وتكمل "أجلب الجلود من ولاية الجزيرة، إذ عندنا مصنع درجة أولى، يتعامل مع الخارج أكثر من السوق المحلي، نظراً إلى أنه لا يوجد طلب على الجلود ذات الجودة العالية لارتفاع أسعارها".
وتشير إلى أن المصنعين المحليين يعتمدون على جلد الدرجة الثانية والثالثة، لكنها تتعامل مع الدرجة الأولى بحرصها على تقديم منتج جودة عالية يحمل قيمة ثقافية عالية، وفق تعبيرها.
وترى سماح عركي أنها تساهم من خلال استخدام الجلود مكملاً للأزياء في إعادة الملمح البصري المختفي المعبر عن العناصر الثقافية الأفروعربية، وما بها من تنوع ثري".
ووفقا لها فإن الأسعار تتفاوت تبعاً لنوع الجهد المبذول في المنتج، والوقت الذي يستغرقه صنعها، وتقدر بما بين 4 دولارات و15 دولاراً للقطعة الواحدة.