ثلاث سنوات ونصف قيد الحبس الاحتياطي، من قضية لأخرى باتهامات متكررة ومشابهة لسابقتها، قضاها الشاب المصري مصطفى جمال، في محبسه، كانت الفترة الأخيرة منها هي الأصعب على الإطلاق، خصوصاً بعد وفاة المخرج الشاب شادي حبش.
بمجرد إخلاء سبيل جمال من قضية، يجد نفسه متورطاً في قضية جديدة، لا يعلم متى سيخرج من دائرة الحبس الاحتياطي. ففي مطلع مارس/ آذار 2018، اعتقلت قوات الأمن مصمم الويب مصطفى جمال، والمخرج شادي حبش، بعد إطلاق أغنية لرامي عصام.
كان قد أُلقي القبض على مصطفى جمال، وهو مطور مواقع، صباح 1 مارس/ آذار 2018 لاتهامه في القضية رقم 480 لسنة 2018 أمن دولة بالاشتراك في فريق عمل أغنية "بلحة"، التي أداها المطرب رامي عصام بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية.
ونفت أسرة مصطفى جمال وأصدقاؤه أي علاقة بينه وبين أغنية رامي عصام. وقالت الأسرة في بيانها سابق: "كان رامي عصام أحد عملاء مصطفى عام 2015، وفي ذلك الوقت وثق مصطفى صفحة معجبي رامي على موقع فيسبوك، وكان هذا هو الرابط الوحيد بينه وبين رامي". وأضاف البيان: "لم يكن هو ورامي على اتصال منذ 2015، وبعد الإصدار سجن في مارس/ آذار وظل محتجزا".
ورغم نفي الأسرة، ظل مصطفى جمال وشادي حبش قيد الحبس الاحتياطي نحو عامين، على ذمة القضية 480 حصر أمن دولة لسنة 2018. واجه الاثنان اتهامات في القضية نشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية.
وعقب وفاة شادي حبش لم تتغير الأوضاع كثيرا وظل مصطفى قيد الحبس الاحتياطي على ذمة نفس القضية، لكن بعد نحو شهر من الواقعة، تحديدا في شهر يونيو 2020، قررت محكمة الجنايات إخلاء سبيل جمال بعد إكماله عامين في الحبس الاحتياطي؛ لكن لم ينفذ القرار، وظل رهن الاختفاء القسري حتى ظهوره في 14 يوليو/ تموز 2020، على ذمة قضية جديدة بنفس الاتهامات التي كان محبوسا على ذمتها في القضية القديمة.
حملت القضية الجديدة رقم 730 لسنة 2020. وواجه اتهامات بنشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية.
مصطفى جمال وشادي حبش ليسا المتهمين الوحيدين على ذمة القضية بسبب أغنية رامي عصام، بل يوجد أيضا كاتب الأغنية جلال البحيري الذي وجهت إليه نفس الاتهامات وتمت إحالته للمحاكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وتغريمه 10 آلاف جنيه.
وجاء تدوير جمال، بعد حبسه عامين وأربعة أشهر، بالمخالفة للقانون والذي ينص على أن الحد الأقصي للحبس الاحتياطي عامان، وبعد وفاة صديقه المخرج شادي حبش في السجن في الأول من مايو/أيار الماضي.
وتعرض مصطفى لعدد من الانتهاكات منذ القبض عليه. فبعيدًا عن تدويره في قضية أغنية "بلحة" تعرض للإخفاء القسري في مقر جهاز الأمن الوطني بالشيخ زايد، لأكثر من شهر ونصف منذ إخلاء سبيله بداية شهر يونيو/ حزيران 2018. هذا فضلًا عما تعرض له منذ القبض عليه في مارس/ آذار 2018 وهو إخفاؤه لمدة 4 أيام في مقر نفس الجهاز، الأمن الوطني، وتعرضه للتعذيب والاستيلاء على هواتفه وحواسيبه أثناء القبض عليه.