يبدو أن أزمة منع السلطات المصرية علماء آثار هولنديين من إجراء عمليات استكشاف وبحث في منطقة سقارة "في طريقها إلى الحل"، وفقاً لما صرّح به مصدر في قطاع الآثار المصرية، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، مضيفاً أنّ "بعثة الآثار الهولندية تعمل في المنطقة منذ أكثر من 15 عاماً، وقدمت إنجازات مهمة".
وجاء هذا التصريح تعليقاً على إصدار إدارة البعثات الأجنبية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية قراراً بمنع بعثة من علماء الآثار الهولنديين، تابعة للمتحف الوطني للآثار في هولندا، من استكمال أعمالها في مصر، وتحديداً في منطقة سقارة.
وفي خطاب وجهته إدارة البعثات إلى المتحف الهولندي، برّرت قرار المنع بإقدام الأخير على "التزوير التاريخي، عبر الترويج لما يعرف بالأفروسنتريك (المركزية الأفريقية)".
من جهة ثانية، ذكر المتحف الهولندي، الأربعاء، أنّ علماء آثار يعملون لصالحه منعوا من التنقيب في مصر، بسبب معرض أقامه يستكشف تأثير مصر القديمة على الموسيقيين السود. وأضاف المتحف أن السلطات المصرية اتهمته بـ"تزوير" التاريخ، من خلال عرضه أعمال فنانين، من بينهم بيونسيه ورِيانا ومايلز ديفيس. ووصف الاتهامات بأنها "لا أساس لها"، وعبّر عن خيبة أمله من القرار.
وذكرت وسائل إعلام مصرية، الشهر الماضي، أن المعرض الذي حمل عنوان "كيميت. مصر في الهيب هوب والجاز والسول والفانك" أثار غضب خبير آثار محلي اتهمه بالترويج لنظرية المركزية الأفريقية، ما دفع نائباً مصرياً إلى استجواب الحكومة عما تفعله "لمواجهة تشويه الحضارة المصرية".
وزعم المتحف أنه تلقى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقات "عنصرية ومسيئة" منذ افتتاح المعرض.
المعرض افتتح في 22 إبريل/ نيسان الماضي، ويستمر حتى 3 سبتمبر/ أيلول المقبل.
يذكر أن الكثير من الجدل أثير قبل أسابيع فقط بسبب تجسيد ممثلة سوداء شخصية الملكة كليوباترا في سلسلة أعدتها منصة نتفليكس. انتقد كثيرون تصوير الفيلم للملكة كليوباترا ببشرة داكنة، وأعادوا النقاش حول أفكار حركة المركزية الأفريقية، واتهم البعض المنصة "بتغيير تاريخ مصر القديم" و"تزوير المعطيات التاريخية الثابتة". وشاركت وزارة الآثار المصرية في الجدل، فأصدرت بياناً أكدت فيه أن كليوباترا لها "سمات هلنستية يونانية، بما في ذلك البشرة الفاتحة".