مشرعون أميركيون يطالبون "ميتا" بتأجيل إغلاق أداة كراود تانغل

25 يوليو 2024
تستعد شركة التكنولوجيا العملاقة لإطلاق مكتبة محتوى جديدة (ياب آريينز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عبّر مشرّعون أميركيون عن قلقهم من قرار "ميتا" بإغلاق أداة "كراود تانغل" التي تُستخدم لرصد المعلومات المضللة، وحثّوا الشركة على تأجيل الخطوة لمدة ستة أشهر على الأقل.
- أعلنت "ميتا" عن استبدال "كراود تانغل" بمكتبة محتوى جديدة، لكن هناك شكوك حول فعاليتها وشفافيتها، خاصة في ظل الانتخابات المقبلة وانتشار الأكاذيب المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
- استخدم الصحافيون "كراود تانغل" للتحقيق في قضايا مهمة، وطالبت منظمة موزيلا بإبقاء الأداة حتى يناير 2025، مشيرة إلى أن إغلاقها يقوّض الشفافية ويهدد نزاهة الانتخابات.

عبّر مشرّعون أميركيون، الأربعاء، عن "قلقهم" من قرار "ميتا" إغلاق أداة كراود تانغل (CrowdTangle) المتخصصة في رصد المعلومات المضللة وتحليلها عبر "فيسبوك" و"إنستغرام"، خلال عام انتخابي مفصلي، وحثوا شركة التكنولوجيا على تأجيل تنفيذ هذه الخطوة لستة أشهر.

وأتاح "كراود تانغل" لسنوات، وخصوصاً خلال الدورات الانتخابية السابقة، لمستخدميه متابعة انتشار نظريات المؤامرة أو التحريض على العنف أو حملات التلاعب التي تتم من الخارج. لكن "ميتا" أعلنت في مارس/ آذار الماضي أن أداتها لن تكون متاحة بدءاً من 14 أغسطس/ آب المقبل.

وأشارت الشركة إلى أن هذا القرار هدفه "تركيز الموارد على أدوات البحث الجديدة" لديها، إذ تخطط الشركة لاستبدالها بأداة جديدة، يرى الباحثون أنها لن تكون قادرة على أداء نفس المهمات، عدا عن أنّها لن تكون متاحة للكثير من المؤسسات الإعلامية.

تشكيك في بديل كراود تانغل

وفي رسالة موجهة إلى الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، قال مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأميركيين: "نكتب بقلق بشأن خطة ميتا المعلنة لإنهاء الوصول إلى أداة الشفافية القوية". أضافوا: "نحثّ ميتا على تأجيل هذه الخطة على الأقل لمدة ستة أشهر، وتقديم مزيد من المعلومات حول خططها والتزامها بضمان الشفافية الكافية للبحث المستقل في المستقبل".

وقد وقع على الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس 17 مشرعاً من كلا الجانبين، أبرزهم السيناتور كريس كونز عن الديمقراطيين والسيناتور بيل كاسيدي عن الجمهوريين.

من المقرر أن تستبدل "ميتا" أداة كراود تانغل بمكتبة محتوى جديدة، وهي تقنية لا تزال قيد التطوير. لكن الكثير من العاملين في صناعة التكنولوجيا شكّكوا في قدرة الأداة الجديدة، بمن فيهم الرئيس التنفيذي السابق لـ"كراود تانغل"، براندون سيلفرمان، الذي قال لـ"فرانس برس": "إنها ليست بديلاً فعالاً حالياً، خاصةً في الانتخابات التي من المرجح أن تشهد انتشاراً للأكاذيب المستندة إلى الذكاء الاصطناعي".

وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه المشرعون في رسالتهم: "نحن قلقون للغاية من أن مكتبة محتوى ميتا بها قيود كبيرة تجعلها بديلاً غير مناسب لكراود تانغل حالياً". وأضافت الرسالة: "هناك أيضاً تساؤلات حول عدد المنظمات التي سيكون لديها حق الوصول إلى مكتبة محتوى ميتا والقدرة العملية على استخدامها إذا تم إغلاق كراود تانغل". فيما لم تصدر شركة ميتا أي تعليق حتى الآن.

وستكون مكتبة المحتوى الجديدة متاحة لجهات من الطرف الثالث تشارك في برنامج تقصي الحقائق الخاص بـ"ميتا"، من بينها وكالة فرانس برس. لكنها لن تكون متاحة لوسائل الإعلام الهادفة للربح، فيما سيتعين على الباحثين والمنظمات غير الربحية الأخرى التقدم بطلب للحصول على هذه المعلومات أو البحث عن بدائل مكلفة.

في السابق، استخدم الصحافيون "كراود تانغل" للتحقيق في أزمات متعلّقة بالصحة العامة ومسائل انتهاكات حقوق الإنسان والكوارث الطبيعية. لكن "ميتا" التي أبعدت الأخبار عن منصاتها لصالح الترفيه، لن تتيح الأداة الجديدة لوسائل الإعلام الربحية.

وجاء قرار الشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" بعدما استخدم عدد كبير من الصحافيين "كراود تانغل" للإبلاغ عن معلومات غير سارة للشركة، كالصعوبات في الإشراف على المحتوى عبر منصاتها ووفرة الألعاب المقرصنة الموجودة عبر تطبيق ألعاب الفيديو الخاص بها.

في وقت سابق من هذا العام، طالبت منظمة موزيلا غير الربحية في رسالة مفتوحة إلى "ميتا"، بإبقاء الأداة في الخدمة حتى يناير/ كانون الثاني 2025 على الأقل. وأشارت الرسالة الموقعة من عشرات المراقبين والباحثين إلى أنّ "التخلّي عن كراود تانغل في حين أنّ مكتبة المحتوى تفتقر إلى ميزات أساسية لكراود تانغل يقوّض المبدأ الأساسي للشفافية، ويشكّل تهديداً مباشراً لنزاهة الانتخابات".

المساهمون