مسلسل "كسر عضم"... نهاية تمهّد لجزء ثانٍ
ثلاث حلقات إضافيّة كانت كافية لإنهاء مسلسل "كسر عضم"، من كتابة علي معين صالح وإنتاج إياد النجار وإخراج رشا شربتجي. إذ كان واضحاً منذ الإعلان عن المسلسل، في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2021، أنّ المنتج إياد النجار يحاول التغلب على نفسه، والإسراع في إتمام العمل الذي كان من المفترض أن يكون مؤلفاً من 60 حلقة. ولكن النجار فضّل تخفيض عدد الحلقات إلى 30، وأوعز إلى المخرجة رشا شربتجي بضرورة الإسراع في كتابة السيناريو الذي سلمّته إلى أحد طلابها في المعهد، بمساعدة أخصائيين في مجال ورش التمثيل والكتابة.
وكان لعلي معين صالح نصيب في عرض سيناريو "كسر عضم" على إياد النجار. بعد ذلك، اصطدمت شربتجي بعائق اعتذار مجموعة من الممثلين عن المشاركة في المسلسل لسبب واحد، وهو تأخر الشركة في دفع المستحقات المالية الخاصة بأجور الممثلين في أعمال درامية سابقة، ومنها مسلسل "الحرملك" (2019) من إخراج تامر إسحاق. تغلبت شربتجي على كل الصعوبات الخاصة بالممثلين، ووظفت علاقتها الخاصة ببعضهم، وأقنعتهم بالانضمام إلى المسلسل. وحسنًا فعلت عندما اعتمدت على بعض الوجوه الشابة التي ساهمت في رفع نسبة المشاهدة.
وفي معلومات خاصة لـ "العربي الجديد"، فإن النجار هو من طلب، لا بل فرض محور إصابة بطل المسلسل فايز قزق "الحكم" بمرض الإيدز، بعدما أخذ الفكرة من نص قديم اشتراه من الكاتب فؤاد حميرة الذي اتهم النجار وشركته وشربتجي بالسرقة. واستمرّ حميرة في حملته مع تتالي أيام العرض وأمام ما حققه مسلسل "كسر عضم" من جماهيرية ونسب مشاهدة عالية في سورية والوطن العربي، طارحاً كاتب العمل اسمه بقوّة منذ العمل الأول.
وخرج حميرة في بث مباشر تحدث فيه عن تناص بين نص "حياة مالحة" الذي تعود ملكيته لذات الشركة المنتجة ونص "كسر عضم" (شركة كلاكيت للمنتج إياد النجار). حميرة قال إنَّ النص كان من المقرر أن تخرجه شربتجي عام 2011، وكان من المخطط أن يلعب بطولته جمال سليمان وتيم حسن، قبل أن يتوقف بسبب اندلاع الثورة في سورية آنذاك. حميرة قال إنّه كان يرى نفسه في عمل "كسر عضم" ومشاهده، وإن تقاطعاً كبيراً بين شخوص نصه "حياة مالحة" وشخوص "كسر عضم". وأضاف أن من يسرق نصاً لا يقوم بنقل المحتوى كما هو، قص لصق، بل يقوم بالمراوغة لا سيّما أنّ النص قد مضى عليه 11 عاماً. وختم حميرة قوله بأنّ 11 عاماً من القهر والظلم والحزن كان قد عاشها بسبب شربتجي والنجار.
يرد هنا مرة أخرى اسم رانيا الجبّان، إذ قالت شربتجي، في بث مباشر مقتضب ردّا على حميرة، إنّ رانيا جبّان كانت قد عملت مع الكاتب علي معين الصالح على الفكرة وتطوير المحتوى. ما يطرح السؤال هل كان فؤاد حميرة والكاتبة بثينة عوض ضحية ذات القرصنة أم أن ما حدث صدفة محضة؟ السؤال المطروح اليوم هو ما السبب الذي يدفع المنتج إياد النجار إلى خوض تجربة ثانية مكملة لـ"كسر عضم"؟ خصوصاً بعد أن اعتمدت شربتجي على عنصر "النهاية السعيدة" في الجزء الأول الذي امتد ثلاث حلقات إضافية واختتم قبل أيام. في الوقت الذي انتهت معظم الشخصيات الرئيسية في العمل، وكادت أن تُسدل الستارة نهائياً على عمل، لو نال وقته الكافي في التحضير، لاستحق النجاح.