لا يمكن النظر إلى خطوات شركات الإنتاج اللبنانيّة، بتأجيل عدد من المسلسلات الرمضانية إلى مواسم أخرى، بإيجابية. على العكس من ذلك تماماً، هذه الخطوة لا يمكن أن تفهم إلّا كتفريغٍ للدراما الرمضانية من الإنتاج المحلي، وذلك من أجل عرض الأعمال الدراميّة على المنصّات الخاصّة حصراً، بعيداً عن شاشة التلفزيونات المحليّة في موسمي الصيف والخريف المُقبلين.
حتى الساعة، ترفض هذه الشركات التعليق على قرارات التأجيل. واكتفى مصدر من داخل شركة "سيدرز آرت بروداكشن" (الصبّاح إخوان) بالقول لـ"العربي الجديد" إنّ تأجيل عرض مسلسل "من إلى" الذي يقوم ببطولته الممثل السوري قصي خولي والممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا كان بسبب إصابة خولي وباقي فريق العمل بفيروس كورونا.
لكنّ هذه "الحجة" التي تحدثت عنها مصادر شركة الصبّاح عن كورونا ليست دقيقة. وترجح المصادر المتابعة للأعمال أنّ سبب هذا التأخير في إتمام المسلسلات بشكل نهائي والانتهاء من عمليات التصوير مقصود. وتفضي المعلومات الخاصة إلى أن شركة الصبّاح وشركات منافسة أخرى كانت تعمل فعلاً في عزّ أزمة كورونا. وكلّ المسلسلات التي عرضت على المنصّات الخاصة، صُورت أثناء أزمة كورونا ومع بدء عملية التلقيح في العالم، ومنها تحديداً "مسلسل رقصة مطر" الذي صُوّر في بيروت نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ تزامن تصويره مع انتشار الموجة الثالثة من الجائحة وظهور متحور أوميكرون، وبدأ عرضه بداية الشهر الحالي. وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "الوسم" من إخراج سيف سبيعي الذي انتهى الجزء الأول من عرضه هذا الشهر، ويتم تجهيز الجزء الثاني للعرض ما بعد شهر رمضان.
وتكشف المصادر أنّ المخرج إيلي سمعان سيعاود تصوير ما تبقى من مسلسل "بيروت 303" الذي خرج من السباق الرمضاني بداية شهر مايو/ أيار المقبل، ويلزمه حوالي شهرين لإتمام العمل وعرضه على منصة "شاهد"، بعدما بدأ السمعان بتصويره في نهاية فبراير/ شباط الحالي. لكنّ خوف شركة الإنتاج من عدم الانتهاء من التصوير خلال شهر واحد دفعها لإعلان التأجيل.
والأمر نفسه ينطبق على مسلسل "من إلى" الذي تأجل أيضاً، وهو مؤلف من 30 حلقة. لكن تبحث شركة الإنتاج عن عرضه بداية الخريف المقبل. وبحسب التوقعات فإن المخرج التونسي مجدي سميري سيأخذ أكثر من ثلاثة أشهر لإتمام عمليات التصوير بالشكل الذي يريده، رغم أنّ الخرائط والمشاهد قد رُسمَت بالكامل. وانتهى المنتجون المنفذون في شركة الصبّاح من إعدادها وتقديمها قبل أسبوعين والمباشرة بالتنفيذ.
وتدرس شركات الإنتاج اليوم القرار النهائي في ما يتعلق بالدراما الرمضانية، إذْ إنَّ نسبة المتابعة لبعض المسلسلات المعروضة في رمضا، ستكون القاعدة التي ستبني أو تقرر مصير ما يعرف بالدراما العربية المُشتركة للمرحلة المقبلة. والعمل اليوم يتم على استقطاب شركات الإنتاج لمجموعة من الكتّاب، وحجزهم ريثما يتم تقرير مصير المسلسل وفق إرادة المنتج فقط، واختيار مخرجين من الصف الثاني لمواصلة العمل على أجندة المنصّات الخاصة بهذا الإنتاج، وعرضه لاحقاً في مشهد يعاني كثيراً من ضعف وسرعة التنفيذ وبرودة النصوص.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
