استمع إلى الملخص
- الرحلة التجريبية الرابعة من تكساس تهدف لتحسين عودة الصاروخ للغلاف الجوي، مع استمرار تطوير ستارشيب لنقل رواد الفضاء إلى القمر، وتتابع ناسا التطورات عن كثب لأول مهمة منذ 1972.
- ستارشيب، بتكوينها من "سوبر هيفي بوستر" والمركبة نفسها، تظهر تقدمًا بعودتها للغلاف الجوي بسرعات عالية، وتعد ناسا باستخدامها في مهمة "أرتيميس 3" لعام 2026، مع التركيز على الابتكار وإعادة الاستخدام لإقامة مستعمرات على المريخ.
نجحت مركبة ستارشيب الفضائية، المصممة لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ، للمرة الأولى بالهبوط في المحيط الهندي، بحسب ما أعلنته شركة سبايس إكس، بعد رحلة تجريبية استمرت لنحو ساعة.
وقالت الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، في منشور عبر منصة إكس: "تم تأكيد الهبوط". لكن خلال مشاهدة البث المباشر للعملية، يمكن رؤية أجزاء تتطاير من المركبة قبيل إنهاء مسارها في المحيط الهندي. كذلك كتبت نائبة رئيس "سبايس إكس" غوين شوتويل عبر "إكس": "تهانينا وشكراً جزيلاً للفرق الاستثنائية في سبايس إكس".
وأُطلق الصاروخ في رحلة تجريبية رابعة عند الساعة 7,50 صباحاً (12,50 بتوقيت غرينتش) من قاعدة ستاربايز التابعة لـ"سبايس اكس" في بوكا تشيكا في أقصى جنوب ولاية تكساس الأميركية. كان أحد الأهداف الرئيسية للرحلة العودة إلى الغلاف الجوي الأرضي بشكل مضبوط أكثر مقارنة بالاختبارات السابقة التي انتهت بانفجارات.
وتستمر أعمال تطوير "ستارشيب" بوتيرة قوية من جانب شركة الملياردير إيلون ماسك التي تطلق سريعاً نماذج أولية من دون حمولة، من أجل تصحيح أي مشكلات في أثناء الطيران في أسرع وقت.
وينبغي في النهاية أن تُستخدم "ستارشيب" لنقل رواد الفضاء التابعين لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى القمر، للمرة الاولى منذ عام 1972. لهذا السبب، تتابع "ناسا" من كثب تطوير هذا الصاروخ، وقال رئيسها بيل نيلسون: "تهانينا لسبايس إكس على هذه الرحلة التجريبية الناجحة لمركبة ستارشيب. حققنا خطوة إلى الأمام نحو عودة البشر إلى القمر".
ويتألف الصاروخ من طبقتين: طبقة الدفع في المركبة المسماة "سوبر هيفي بوستر"، وفوقها المركبة الفضائية التي تحمل اسم الصاروخ نفسه. بعد دقائق من الإقلاع، انفصلت طبقة "سوبر هيفي" عن الصاروخ وعادت إلى الأرض. وهبطت بنجاح للمرة الأولى في خليج المكسيك، بحسب "سبايس إكس".
وتابعت المركبة رحلتها حتى وصلت إلى الفضاء. وبعد نحو ساعة، عادت بدورها إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة تقرب من 25 ألف كيلومتر/ ساعة، وتسبب هذه السرعة احتكاكاً يمكن أن يرفع درجة الحرارة إلى نحو 1400 درجة مئوية، وفق "سبايس إكس". وأظهرت صور التقطتها كاميرات مثبتة على المركبة طبقة من البلازما تشكلت حولها. وقال أحد المعلّقين من "سبايس إكس" قبل وقت قصير من الهبوط: "يمكننا أن نرى تطاير أجزاء من المركبة".
وخلال رحلته الأخيرة قبل أقل من ثلاثة أشهر، تجاوز الصاروخ حدود الفضاء، لكنّه توقف عن إرسال إشارات بعد 49 دقيقة من إقلاعه، عند عودته إلى الأرض. آنذاك، أوضحت "سبايس إكس" أن السبب هو فقدان التحكم بمساره خلال الرحلة بسبب انسداد في الصمامات، مشيدةً باستعادة كل البيانات خلال هذه الرحلة.
وأُدخلت "تحسينات" كثيرة إلى المركبات مُذّاك، مع العلم أن أوّل رحلة تجريبية أجريت في إبريل/ نيسان 2023.
"ناسا" تعوّل على "ستارشيب"
قالت "ناسا" بعد الرحلة الثالثة: "مع كل رحلة تجريبية، تتزايد أهداف سبايس إكس الطموحة"، مرحبةً بنجاح اختبار نقل الوقود خلال هذه المهمة. وأكدت شركة سبايس إكس أنه نُقل الأكسجين السائل من خزان إلى آخر داخل الصاروخ. يُعدّ تطوير هذه الميزة ضرورياً، فمن أجل الوصول إلى القمر، يتعين على المركبة الفضائية التزود بالوقود مرة واحدة في الفضاء، من خلال الالتحام بمركبة أخرى مملوءة مسبقاً وتعمل بصفة محطة وقود فضائية.
وتعوّل "ناسا" على "ستارشيب" في مهمتها "أرتيميس 3" المرتقبة سنة 2026، إذ ستستخدم مركبة ستارشيب بنسخة معدلة كمركبة هبوط. بالإضافة إلى حجمه الكبير، يتمثل الابتكار الكبير في هذا الصاروخ بأنه قابل لإعادة الاستخدام. لهذا السبب يرغب إيلون ماسك في جعله الأداة الرئيسية لتحقيق هدفه النهائي: إقامة مستعمرات بشرية على المريخ.
إلغاء "دير مون"
بانتظار تحقّق ذلك، كان من المقرر أن يقوم الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا برحلة أعطاها اسم "دير مون" حول القمر من دون الهبوط هذا العام. لكنّه أعلن خلال الأسبوع الماضي إلغاء المشروع الذي أعلنه سنة 2018، وكتب: "في هذه المرحلة، ليس من الواضح الموعد الذي سنكون فيه قادرين على الانطلاق".
وتهيمن "سبايس إكس" على السوق العالمية للصواريخ الفضائية، مع ما لا يقل عن 14 عملية إطلاق لصواريخ فالكون 9 في شهر مايو/ أيار الماضي.
(فرانس برس)