مدير مستشفى لبناني يروي قصصاً مؤثرة من يوميات كورونا

17 أكتوبر 2020
سمحت إدارة المستشفى للزوجة بتوديع زوجها (تويتر)
+ الخط -

"تستمر الحياة، حتى في وحدات كورونا داخل المستشفيات". هكذا افتتح مدير "مستشفى رفيق الحريري الجامعي"، فراس الأبيض، ست تغريدات يحكي فيها بعض قصص الحب والترابط الإنساني من داخل المستشفى الذي يستقبل أكبر أعداد من المصابين بالفيروس.

حكايات الحياة التي تعرضت لهجمة قاسية من كورونا، لكن كفاح الناس كما يوثق في المستشفيات على وجه الخصوص، ليس لعبورهم امتحان المرض فقط، بل للتعبير عن حاجتهم للحب والمؤازرة.

من المشاهد المؤثرة التي وثقها مدير المستشفى قصة امرأة في العزل الصحي متزوجة، ممنوعة بطبيعة الحال من الزيارات. غير أن زوجها وهو إمام مسجد، كان يحضر كل صباح، ويتصل بالأمن، جالباً معه طبق زوجته المفضل، طالباً إيصاله بسرعة قبل أن يبرد. هذا الزوج بقي يحضر صباحاً ولمدة شهر لم يفوت يوماً واحداً.

في حالة أخرى أدخل إلى المستشفى زوجان منفصلان مصابان بعد انتقال العدوى إليهما من ابنهما، ومكثا في غرفتين منعزلتين، وهذا استغرق أسابيع.

فيما بعد بدأ الاثنان بزيارة بعضهما. يقول ابنهما "طلب أبي الانتقال إلى غرفة والدته. وافقت أمي، وكذلك وافقت إدارة المستشفى". نصحت طوارئ المستشفى الزوجة المصابة بأعراض خفيفة بالعودة إلى المنزل، بيد أنها أصرت على الانضمام إلى زوجها.

عندما أخبر بذلك لم يكن الزوج سعيداً. وفور وصول الزوجة إلى الغرفة ، كان أول شيء فعلته هو إيقاف مكيف الهواء. تبع ذلك جدالات في بث مباشر استمر حتى خروجهما من المستشفى.

دخلت أم وابنها إلى المستشفى بعد ثبوت إصابتهما بالفيروس. الاثنان لم يريا الأب الذي أيضاً أدخل إلى المستشفى وعزل في غرفة. بعد ذلك، توفي الأب. ووفق التعليمات المتبعة لا يسمح لأفراد العائلة برؤية الميت من جراء كورونا، إلا أن إدارة المستشفى قررت خرق القواعد. فـ"وداع الميت هو أيضاً فعل حب" يقول فراس الأبيض.

وفي تغريدته الأخيرة يقول مدير المستشفى إن كورونا يجعل اللقاء بين البشر وجهاً لوجه أمراً صعباً، ومع ذلك فإن التعاطف جزء من الطب، لا يقل أهمية عن الأدوية. "بدونه، لا نُشفى جيدًا ، لا المرضى ولا الأشخاص المعالجون".

المساهمون