مدوّن يوثق يوميات المعارضين البيلاروس

06 فبراير 2022
(بيتا زرزاويل/نورفوتو)
+ الخط -

بعد مرور نحو أسبوع على نشره على موقع "يوتيوب"، حظي الفيلم الوثائقي "كيف تعيش عندما يحرمونك من الوطن؟"، من إنتاج الصحافي والمدون الروسي الأشهر على "يوتيوب" يوري دود، بنحو سبعة ملايين مشاهدة، مسلطاً الضوء على يوميات المواطنين البيلاروس الذين غادروا بلادهم هرباً من النظام القمعي تحت حكم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. 

ومنذ إعادة انتخاب لوكاشينكو للولاية السادسة في عام 2020 وسط موجة من الاحتجاجات ومزاعم تزوير النتائج، توجهت مينسك إلى تشديد النظام القمعي، وهو ما تمثل في إصدار أحكام بالسجن لفترات تزيد عن عشر سنوات بحق عدد من المعارضين البيلاروس، بمن فيهم المصرفي السابق فيكتور باباريكو، والمدون المعارض سيرغي تيخانوفسكي، اللذان سعيا لتسجيل نفسيهما كمرشحين بالرئاسيات. 

وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، وصل الأمر إلى إرغام الطائرة التابعة لشركة "رايان إير" الأيرلندية التي كان يستقلها مؤسس قناة "نيكستا" المعارضة على "تيليغرام" رومان بروتاسيفيتش على الهبوط في مطار مينسك، ما أثار فضيحة كبرى وزاد من عزلة بيلاروسيا على الساحة الدولية ودفعها لتعزيز العلاقات مع روسيا.

ويقول دود في مستهل الفيلم: "تم إعلان عام 2021 في بيلاروسيا عام الانتقام الكبير. وخلال تلك الفترة تم إرغام طائرة على الهبوط، وإصدار أحكام خيالية بحق منافسي لوكاشينكو في الانتخابات، وسجن الناس بسبب تعليقات على الإنترنت، واعتماد أسلوب الاعتذار العلني الإجباري. نتيجة لذلك، غادر عدد كبير من الناس البلاد في السنوات الأخيرة".  

ويتضمن الفيلم سلسلة من الحوارات مع المعارضين البيلاروس من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية في المنفى، حيث يتركز أغلبهم في بولندا وليتوانيا وأوكرانيا، ويتحدثون عن المضايقات التي تعرضوا لها في بلادهم بسبب مواقفهم ومشاركتهم في الاحتجاجات، ومرورا بقصص هروبهم، ووصولا إلى تكيفهم مع العيش في الخارج آملين في العودة إلى وطنهم يوما ما.

وفي ختام الفيلم، يتساءل دود وضيوفه عما إذا كان لنطاق القمع في روسيا أن يبلغ مستوى بيلاروسيا في ظل توجه الكرملين نحو تشديد قبضة السلطة وملاحقة المعارضين والتضييق على وسائل الإعلام المستقلة.

وفي الأعوام الأخيرة، أنتج دود مجموعة من الأفلام الوثائقية تناولت قضايا تاريخية واجتماعية وسياسية شائكة، مثل القمع في عهد الدكتاتور الراحل جوزيف ستالين، وواقعة احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان، جنوب روسيا، عام 2004، وتوسع رقعة انتشار فيروس العوز المناعي البشري (HIV) في روسيا، وتحديات تنمية مناطق الشرق الأقصى الروسي، وحوادث التعذيب في السجون الروسية، وحظيت جميعها بملايين المشاهدات.

يذكر أن دود الذي يزيد عدد المشاهدات على قناته عن 1.6 مليار، نال شهرته بإجراء حوارات جريئة وتوجيه أسئلة مباشرة إلى الشخصيات العامة الروسية من مؤيدي الكرملين ومعارضيه، متحولاً بذلك إلى واحد من الشخصيات الأكثر تأثيرا في المشهد الإعلامي الروسي.

المساهمون