أثار المخرج السوري محمد عبد العزيز جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن أهدى الجوائز التي فاز بها مسلسل "النار بالنار" في حفل "موريكس دور" اللبناني، الأحد، إلى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
وكتب عبد العزيز عبر حسابه على "فيسبوك" منشوراً أهدى فيه "نجاح العمل" إلى الممثلين وفريق التصوير والإنتاج، قبل أن يختم حديثه بالتعبير عن "تشرّفه" بإهداء الجوائز "لروح الرئيس الراحل حافظ الأسد".
وانتقد العديد من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي استحضار عبد العزيز الرئيس السوري السابق، رغم مسؤوليته عن الأوضاع الكارثية التي آلت إليها حالة البلدين، وكذلك العلاقة المتوترة بين شعبيهما.
وكتبت فرح يوسف عبر "فيسبوك": "مسلسل عن اللجوء السوري بلبنان، بيهديه صانعه لحافظ الأسد. فعلاً إهداء بمكانه، ما هو المسؤول عن معظم هالويلات. السفالة المجانية مستفزة والله".
ورأى مجد حرب أن كلام عبد العزيز "أكبر ضرب من الهبل والازدواجية بعام 2023"، فيما علّقت حنين سطيف ساخرة: "إهداء مستحق.. فلولا حافظ ومن بعدو ابنو ما كان فيه لجوء وخراب لا سوري ولا لبناني وبالتالي ما حيكون في مسلسل".
من جهته ربط قصي الشيخ سليمان، بين إهداء المخرج عمله للأسد ومقدار سيطرة النظام على الإنتاج الدرامي السوري في فترة ما بعد الحرب: "أنا من عشر سنين ما بشوف مسلسلات سورية وإذا صار وصدفت فمع تدقيق كبير لأي معلومة أو قصة، لأنه ببساطة نظامنا داحش حاله بكلشي بالحياة وكل مسلسل بيمر لعند فروع الأمن لياخد موافقة وبيمرر أجندات ورسائل بأي فرصة، ولأنه حتى المسلسلات اللي بتبين عم تعرض الواقع بتكون عم تعرضه مجزوء أو برسالة مفادها انه العلة بالشعب مع تخفيف المسؤولية عن النظام (بمسؤولينه وضباطه). هون عينة صغيرة من القائمين عالمسلسلات قام بإهداء العمل لروح حافظ".
وحصل "النار بالنار" الذي عرض في رمضان الماضي على 5 جوائز في الحفل الذي يقام سنوياً، "للاعتراف بالإنجازات التي تحققت في مجال الفن في لبنان والمنطقة العربية والعالم"، وهي: "أفضل مسلسل لبناني بالدراما المشتركة" التي استلمها منتج العمل صادق الصباح، فيما توزّعت بقيتها على الممثلين كاريس بشار وجورج خباز وساشا دحدوح وطارق تميم.
وكان المسلسل قد آثار عند عرضه جدلاً واسعاً، بسبب الانتقادات التي تعرّض لها، بسبب معالجته قضية النزوح السوري في لبنان من جهة، والخلاف الذي اندلع بين عبد العزيز وكاتب السيناريو رامي كوسا، الذي اتهم المخرج "بالعبث بنصّه"، وإدخال تغييرات أخرجت القصة عن مسارها الأصلي.