مخاطر التلوث: حرائق وضوضاء وأمراض في القلب

05 يوليو 2024
في مدينة نيودلهي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التلوث كتهديد صحي شامل**: التلوث يمثل تهديداً صحياً أكبر من الحرب والإرهاب والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والسل والمخدرات والكحول مجتمعة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

- **تأثير الملوثات على الصحة**: ملوثات الهواء، الاحتباس الحراري، التلوث الضوئي، والمواد الكيميائية السامة تسبب الإجهاد التأكسدي، الالتهاب، وزيادة ضغط الدم، مما يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.

- **الحاجة إلى إجراءات عاجلة**: التلوث يسبب نحو تسعة ملايين حالة وفاة سنوياً، مما يتطلب إجراءات عاجلة مثل زيادة الغطاء الشجري، تقليل استخدام المركبات، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة.

نبهت دراسة جديدة من أن التلوث، بأشكاله كافة، يمثّل تهديداً صحياً أكبر من تهديد الحرب والإرهاب والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والسل والمخدرات والكحول مجتمعة. وأشارت الدراسة، المنشورة، في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، إلى أن هناك حاجة ملحة لتحسين مراقبة الملوثات الرئيسية لتحديد المجتمعات الأكثر عرضة للخطر، وفهم أفضل لكيفية زيادة التعرض لملوثات معينة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المستوى الفردي.

ركز الباحثون على ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء والتعرّض لدخان حرائق الغابات، وسلطوا الضوء على الدوافع الأقل شهرة لأمراض القلب، بما في ذلك التربة، والضوضاء، والتلوث الضوئي، والتعرض للمواد الكيميائية السامة.

تُعَدّ ملوثات الهواء أكثر العوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها تؤثر في جسم الإنسان بطرق مختلفة. يمكن استنشاق الدخان والسموم الأخرى مباشرة إلى عمق الجهاز التنفسي السفلي ووصولها إلى الدم، ومن ثم نقلها إلى أعضاء أخرى في جميع أنحاء أجسامنا. ويمكن أن تسبب الإجهاد التأكسدي في إلحاق الضرر بالخلايا والأعضاء، بما في ذلك القلب.

يعتقد الباحثون أن الملوثات مثل الضوضاء واضطرابات النوم يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب وزيادة في ضغط الدم وزيادة في الوزن. كذلك يمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة أيضاً إلى الإصابة بالجفاف، وانخفاض سيولة الدم، وزيادة إجهاد القلب والأوعية الدموية، والفشل الكلوي الحاد.

"يموت كل عام نحو 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تلعب الملوثات دوراً متزايداً باستمرار"، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة جيسون كوفاسيتش، المدير التنفيذي لمعهد فيكتور تشانغ لأبحاث القلب في أستراليا، في تصريح لـ "العربي الجديد". ويضيف كوفاسيتش أنه يجب أن يكون هناك اعتراف أكبر بمخاطر التلوث والدور الذي يلعبه في التسبب في قرابة تسعة ملايين حالة وفاة كل عام على مستوى العالم.

يشير الباحث إلى أن الملوثات وصلت إلى كل ركن من أركان العالم، وتؤثّر في كل فرد منا، وهو ما نلاحظه من خلال مشاهدة حرائق الغابات غير المسبوقة، والارتفاع المتنامي في درجات الحرارة، والضوضاء غير المقبولة على الطرق، والتلوث الضوئي في المدن، إضافة إلى زيادة التعرض لمواد كيميائية سامة لم نتعرض لها في السابق.

"تتعرّض أجسادنا للإصابة بالملوثات من كل زاوية، وهي تؤثر سلباً في صحة قلوبنا. تشير الأدلة إلى أن عدد الأشخاص الذين يموتون قبل الأوان بسبب هذه الأشكال المختلفة من التلوث أعلى بكثير مما هو معترف به حالياً. وعلى الرغم من أن العديد من هذه الآليات البيولوجية معروفة، إلا أنه لا تزال لدينا فجوة كبيرة في فهمنا للعلاقة بين الملوثات وأمراض القلب"، يوضح كوفاسيتش.

لفت المؤلفون إلى أن هناك مئات الآلاف من المواد الكيميائية التي لم تُختبر للتأكد من سلامتها أو سُمِّيتها، فضلاً عن تأثيرها بصحتنا. لذلك، نحتاج أيضاً إلى اكتشاف ما إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، مثل عوامل نمط الحياة، أو المكان الذي يعيش فيه الناس.

توقع الفريق البحثي أنه في المستقبل سيكون من الضروري أن تُجرى اختبارات روتينية للأفراد للتأكد من تعرضهم لمزيد من الملوثات. وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأزمة البيئية وشيكة، وأن تأثيرها في الصحة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، فإن الدافع للتغيير يبدو غير واضح، لذلك هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة مع تنامي تأثيرات تغير المناخ وتغلغل التلوث في الهواء الذي نتنفسه، والمياه التي نشربها، والطعام الذي نأكله، والأماكن التي نعيش فيها.

ودعا الباحثون إلى تنفيذ تغييرات صحية للقلب في تصميم المدينة، مثل زيادة الغطاء الشجري والوسائل الآمنة للسفر النشط وتقليل استخدام المركبات، وإنهاء الدعم المقدم لصناعة الوقود الأحفوري لتمكين المزيد من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة النظيفة.

دلالات
المساهمون