مخاطر التقليل من السعرات الحرارية... احذروها

07 أكتوبر 2021
تختلف احتياجات السعرات الحرارية من شخص لآخر (Getty)
+ الخط -

يلجأ كثيرون، ممن يريدون تقليل الوزن، إلى اتباع أنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية للغاية، وهو ما قد يعرض صحتهم لمخاطر كثيرة، هنا نستعرض أبرزها.
قد يؤدي تقليل السعرات الحرارية المتناولة، إلى صعوبة الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الجسم. فعدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبقوليات والبذور، قد ينتج عنه فقدان العضلات وترقق الشعر وهشاشة الأظافر.

وقد لا توفر الأنظمة الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية كميات كافية من الحديد، أو حمض الفوليك أو فيتامين ب 12، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم والتعب الشديد. كذلك، قد يؤدي تناول كميات قليلة من الحبوب الكاملة والبقوليات والبيض ومنتجات الألبان والمكسرات والبذور، إلى الحد من تناول فيتامينات ب (البيوتين والثيامين)، ما يفضي إلى ضعف العضلات وتساقط الشعر وتقشر الجلد. كما يعمل عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان والخضروات الورقية، إلى تقليل قوة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.

عند تناول أغذية فيها القليل من السعرات الحرارية، ينتقل الجسم إلى وضع البقاء على قيد الحياة

كذلك، عند تناول أغذية فيها القليل من السعرات الحرارية، ينتقل الجسم إلى وضع البقاء على قيد الحياة، وهذا يؤدي إلى إبطاء حرق السعرات الحرارية. ووجدت العديد من الدراسات، ومنها دراسة نشرت في مجلة Obesity، أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، يمكن أن تقلل من عدد السعرات التي يحرقها الجسم بنسبة تصل إلى 23٪. ويمكن أن يستمر هذا التمثيل الغذائي المنخفض لفترة طويلة، بعد إيقاف النظام الغذائي المقيّد بالسعرات الحرارية، وهذا ما قد يفسر جزئيًا لماذا يستعيد الناس أكثر من 80٪ من الوزن، بمجرد توقفهم عن وجباتهم الغذائية محدودة السعرات الحرارية. كما ينتج عن إبطاء عملية الأيض فقدان العضلات، إذ يبدأ الجسم في تحطيم كتلة العضلات، للحصول على الغلوكوز المخزن فيها على شكل غليكوجين، لاستخدامه كمصدر للطاقة. 

لايف ستايل
التحديثات الحية

يستخدم الجسم السعرات الحرارية من الطعام للحصول على الطاقة لأداء الوظائف الأساسية، من التنفس إلى هضم الطعام إلى ضخ الدم. لذلك، فعند استهلاك كميات أقل بكثير مما يحتاجها الجسم، فمن المحتمل الشعور بالضعف أو الإرهاق. وتشير دراسة نشرت في The American journal of medicine، إلى أن الأنظمة الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية، التي تحتوي على كميات منخفضة من الكربوهيدرات، قد تسبب الشعور بالإرهاق والدوار لدى بعض الأفراد نتيجة لانخفاض نسبة السكر في الدم.
استهلاك القليل من السعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي إلى إضعاف العظام، وذلك لأن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يقلل من مستويات هرموني الأستروجين والتستوستيرون. والمستويات المنخفضة من هذين الهرمونين التناسليين تقلل من تكوين العظام، وتزيد من خطر الإصابة بالكسور. وأشارت دراسة نشرت في implications for energy homeostasis Metabolism إلى أن تقييد السعرات الحرارية، خاصةً عندما يقترن بالتمارين البدنية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون التوتر، ويؤدي هذا أيضًا إلى فقدان العظام.
يمكن أن يؤثر تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير على الخصوبة بالنسبة للنساء، وقد تشمل علامات انخفاض الخصوبة عدم انتظام الدورة الشهرية أو نقصها. وفي دراسة نشرت في American Journal of Physiology-Endocrinology and Metabolism، ظهر أن وظيفة الإنجاب تُضعف لدى النساء اللواتي يأكلن سعرات حرارية أقل بنسبة 22-42٪ مما هو ضروري للحفاظ على أوزانهن، إذ إن حدوث الإباضة يعتمد على زيادة مستويات الهرمون اللوتيني (LH)، وترتبط مستويات هذا الهرمون جزئيًا بعدد السعرات الحرارية المتاحة في النظام الغذائي للمرأة.
ووفقاً للعديد من الدراسات، قد يؤدي تناول السعرات الحرارية غير الكافية، أيضًا، إلى تقليل مستويات هرمون الإستروجين، الذي يُعتقد أن له آثارًا سلبية على صحة العظام والقلب.

التقييد الشديد للسعرات الحرارية، قد يؤثر أيضًا على الوظيفة الإنجابية عند الرجال

أما بالنسبة للرجال، فيعتقد الباحثون أن التقييد الشديد للسعرات الحرارية، قد يؤثر أيضًا على الوظيفة الإنجابية لهم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.
أخيراً، تختلف احتياجات السعرات الحرارية من شخص لآخر؛ لأنها تعتمد على عوامل مثل العمر والجنس والطول والوزن ومستوى النشاط البدني، لكن عموماً يوصى عند محاولة إنقاص الوزن، بألا تقل السعرات الحرارية للنساء عن 1200 سعرة حرارية يومياً، و1500 سعرة حرارية يومياً للرجال، تفادياً للمشاكل الصحية المحتملة.

المساهمون