محكمة أميركية تقر بشخصية معنوية لأفراس نهر إمبراطور المخدرات إسكوبار

22 أكتوبر 2021
كانت الحكومة الكولومبية قد بدأت بتعقيم أفراس النهر (جوشوا توريس/الأناضول)
+ الخط -

أقرت محكمة أميركية للمرة الأولى بشخصية معنوية لحيوانات، إذ منحت هذه الصفة لأحفاد أفراس نهر كان يملكها بابلو إسكوبار وتكاثرت في كولومبيا منذ وفاة تاجر المخدرات الشهير قبل ثلاثة عقود.

ومُنح هذا الإقرار في إطار معركة قضائية ترمي إلى إعاقة عملية القضاء عليها.

وكان بابلو إسكوبار، في أوج نشاطه، قد استورد أفراس نهر إلى حديقة الحيوانات التي كان يملكها في مزرعته في نابوليس، على بعد نحو مائة كيلومتر، جنوب معقله ميديين.

وبعد القضاء عليه سنة 1993، على يد قوات الأمن الكولومبية، بيعت أكثرية الحيوانات (بينها نحام وردي وزرافات وحمير وحشية وكنغر)، غير أن أفراس النهر بقيت، وتكاثرت، لتشكل ما بات يُعرف بأكبر مستوطنة لهذه الحيوانات خارج أفريقيا.

واستحالت هذه الحيوانات تدريجياً همّاً بيئياً، وتهديداً للسكان، مع الإبلاغ عن هجمات على صيادين.

ولمواجهة هذه المشكلة، بدأت الحكومة الكولومبية بتعقيم الحيوانات. واستُخدمت خصوصا أسلحة مزودة بسهام تحوي مادة مانعة للحمل، بدل اعتماد التعقيم الجراحي.

وتقدم المحامي لويس دومينغو مالدونادو، في يوليو/تموز، بالتماس قضائي باسم أفراس النهر في كولومبيا، يقرّ بشخصية قانونية للحيوانات. وترمي الخطوة إلى منع القضاء الرحيم على أفراس النهر، ودفع الحكومة إلى اعتماد دواء تعقيم غير الذي تستخدمه حالياً.

وفي هذا الإطار، تقدمت جمعية "أنيمال ليغل ديفنس فاند" للرفق بالحيوانات بطلب للسماح لخبيري تعقيم في الولايات المتحدة بالإدلاء بشهادتيهما لدعم الالتماس.

ووافقت كارين ليتكوفيتز، وهي قاضية في إحدى المحاكم الفدرالية في ولاية أوهايو، وسط الولايات المتحدة الغربي، على هذا الطلب، الأسبوع الماضي، باسم القانون الأميركي، الذي يسمح "لأي شخص معني" بالمطالبة بالتقدم بشهادة أميركية في نزاع قضائي يقام في الخارج. والمقصود بالأشخاص المعنيين في هذه الحالة هي أفراس النهر، في القضية المثارة في كولومبيا.

الأرشيف
التحديثات الحية

ورأى المحامي عن الجمعية كريستوفر بيري، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن لهذا القرار أهمية مزدوجة: "بداية، سيحمي أفراس النهر من الموت، وهي النتيجة المباشرة". وأضاف "بصورة عامة أكثر، هذا أول مثال حسي لمحكمة أميركية تسمح للحيوانات بممارسة حق قانوني باسمها".

وأشار إلى حالات أخرى تشق طريقها إلى المحاكم الأميركية. وتمثل الجمعية على سبيل المثال جواداً يدعى "جاستس"، في قضية مرتبطة بإساءة معاملة وإهمال لحيوان.

وقال بيري إن تأثير هذا القرار الأميركي الجديد على حالات أخرى ليس مؤكداً، "لكن من المؤكد أنه أمر مهم في إطار أوسع للنقاش بشأن حقوق الحيوانات".

وأخذت الحركة لمنح صفة قانونية للحيوانات بعداً عالمياً أيضاً. ففي 2014، قررت محكمة أرجنتينية أن قرداً، من نوع "أورانغ أوتان"، تعرض لتسميم غير مبرر في حديقة حيوانات بوينس آيرس. وبات يعيش في ملجأ، في ولاية فلوريدا الأميركية.

كان إسكوبار أحد أبرز مهربي المخدرات المطلوبين في العالم، في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وقتل عام 1993 في كولومبيا، بمساعدة عملاء لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية.

وكان متخماً بالأموال لدرجة أنه نقل إلى البلاد مئات من الحيوانات الدخيلة، مثل الكنغر والطيور المائية والأفيال وحيوانات وحيد القرن وتسعة من أفراس النهر.

وقدمت الكثير من هذه الحيوانات إلى حدائق الحيوانات بعد مقتله وانهيار إمبراطوريته للمخدرات. لكن نحو 24 من أفراس النهر واصلت العيش والتزاوج في ملكيته السابقة، شمالي كولومبيا.

وفر ذكر وأنثى في 2006، وتجوّلا بحرية في الأرض الرطبة قرب نهر ماغدالينا، بل حتى أنهما توالدا في الحياة البرية. ونادراً ما شوهدا، وأصبحا مثل أسطورة محلية.

(فرانس برس، رويترز)

 

المساهمون