استمع إلى الملخص
- هند صبري تتألق في دور المحامية أميرة، التي تعود لممارسة المحاماة بعد اكتشاف خيانة زوجها المحافظ، في قصة تجمع بين الدراما الشخصية والمهنية.
- المسلسل يتناول قضايا واقعية داخل مكتب المحاماة، مع تركيز على العلاقات الإنسانية والتحديات الاجتماعية، في إطار من الدراما التي تخلو من الإثارة المفرطة لصالح التشويق الهادئ والعلاقات العاطفية.
في تعاون هو الأول بين شركة "كاريزما" لأيمن زيود والمنتج السوري محمد مشيش، بدأ عرض مسلسل "مفترق طرق"، وهو النسخة العربية من The Good Wife الأميركي الذي أُنتج عام 2009، وينتمي إلى الدراما القانونية والسياسية، وعرض على شبكة "سي بي إس".
The Good Wife من تأليف روبرت كينغ وميشيل كينغ. وبطولة جوليانا مارغوليس وجوش تشارلز وكريستين بارانسكي. النسخة العربية "مفترق طرق" بدت جيدة قياساً بالرواية الأصلية، لكن الواضح أن جُهد المنتج محمد مشيش انصبّ هذه المرة على اختيار مجموعة الممثلين الذين أجادوا تقديم الدور المسند إليهم.
تلعب الممثلة هند صبري دور المحامية أميرة التي تُفاجأ بسلسلة من قضايا الفساد تواجه زوجها عمر (ماجد المصري)، الذي يشغل وظيفة محافظ. تحاول أميرة مساندة زوجها حتى تكتشف خيانته لها، فتقرر الانكفاء والاستعانة بصديق أيام الدراسة، هو يحيى (إياد نصّار) لتعود إلى ممارسة مهنة المحاماة بعدما أخذتها الحياة والزواج والأسرة. يخبر يحيى شريكته في المكتب، المحامية دارين (جمانة مراد)، عن قصة الإعجاب التي جمعته بأميرة أثناء فترة الدراسة، حتى إنه ما زال يحمل صورة لمجموعة زملائه في الدراسة من ضمنهم أميرة، لكنه تفاجأ بخطوبتها من زميله عمر، وزواجها في ما بعد.
يبدو تناول مثل هذه القضايا في دراما تلفزيونية أقرب إلى الواقع اليومي، لنجد أنفسنا أمام حكايات تدور في مكتب المحاماة الذي انتسبت إليه أميرة لمواجهة أعباء الحياة بعدما سجن زوجها، وانتقلت للعيش مع ولديها عند حماتها سلوى (ليلى عز العرب)، وهي سيدة تعمل بجد، وتعيش حياة منزلية أشبه بالإقامة في ثكنة عسكرية، نظراً إلى دقة المواعيد ونظامها المنزلي تجاه أحفادها ووالدتهما، ومحاولة إقناع أميرة بضرورة السماح لحفيديها بمقابلة والدهما في السجن.
لعبت هند صبري دور الضحية بإتقان، فنصدّق تأثرها بانقلاب حياتها وعودتها إلى العمل، وممارسة مهنة أحبتها لكن ظروفها العائلية لم تمكنها من ممارستها في السابق. حكايات واقعية ودعاوى بالجملة يسلمها يحيى لأميرة، وتنجح منذ اليوم الأول لدخولها المحكمة في الدفاع عن متهم تثبت براءته.
ويلعب إياد نصار واحداً من أفضل أدواره؛ المحامي الناضج الذي يدرك كيفية التعامل مع محيطه، سواء في الحياة الشخصية أو العمل.
يعاني هو الآخر من وحدة كما هو حال زميلته في المكتب دارين؛ امرأة حُرمت من الإنجاب بسبب تمنع زوجها الراحل عن ذلك. ولضمان تحقيق حلمها بالأمومة، تُجري عملية تجميد البويضات ريثما تلتقي بزوج لمتابعة حياتها. ولا يغيب حضور الأطفال ضمن صراع قوامه مسايرة الواقع اليومي، ومحاولة شخوصه الإيقاع بعضهم ببعض لأسباب كثيرة، منها الطلاق والفقر والمعاناة.
يفتقر بعض مشاهد المسلسل إلى الحماس المفترض أن يقترن بمكتب محاماة، وربما أراد المخرج محمد يحيى مورو التفلت من نزعة الإثارة هذه، وتغليب خط التشويق الهادئ، الذي لا يخلو من محاولة إقامة علاقات عاطفية بين الشخصيات، كل منها وفق مصلحته ورؤيته لواقعه ومستقبله.