مبادرة شبابية لـ"حماية" القفطان المغربي

27 مايو 2023
تحول القفطان إلى زي رسمي للمملكة المغربية (Getty)
+ الخط -

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، منذ أمس الجمعة، مقطعاً مصوراً يظهر شابات يتحدرن من مدينة طنجة (شمالاً) في جولة لأبرز معالم المدينة على متن حافلة سياحية مكشوفة، وهن يرتدين القفطان المغربي الأصيل، في مبادرة قال القائمون عليها إنها "طريقة للرد على محاولات السرقة التي يتعرض لها اللباس التقليدي المغربي منذ مدة".

وأطلقت مجموعة من الشباب والشابات المغاربة مبادرة بغرض ما يعتبرونه حماية للباس التقليدي المعروف بـ"القفطان"، من "محاولات السرقة" التي يتعرض لها في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أيام على إطلاق فنانين حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف "الدفاع عن التراث والقفطان المغربيين من السطو والسرقة".

وعبّر نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إعجابهم بالمبادرة، حيث شاركوا الفيديو على نطاق واسع، كما نشروا فيديوهات تؤرخ لقدم وعراقة القفطان، منها مقتطف من وثائقي بريطاني أنجز في عام 1968.

وترجع مصادر تاريخية القفطان المغربي إلى القرن الـ12 خلال فترة حكم الدولة الموحدية، وهو عبارة عن ثوب يتكون من قطعة واحدة أو من ثلاث، ترتديه المغربيات في حياتهن اليومية وفي الأعراس والحفلات والاستقبالات.

وتحول القفطان إلى زي رسمي للمملكة المغربية، فهو لباس السلاطين والأميرات والوزيرات والسفيرات وأيضاً لباس عامة الشعب، ولا تخلو خزانة أي بيت مغربي كيفما كانت مرتبة صاحبه الاجتماعية منه.

وخضع القفطان المغربي الذي كان يخاط على يد أمهر الخياطين في فاس وفي تطوان وفي الرباط، إلى تحولات وتطوير كبير، رفعه من مجرد قطعة لباس إلى دلالة على هوية ثقافية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

وعلى الرغم من التطور الكبير والملحوظ الذي عرفه القفطان المغربي، إلا أنه ظل محافظاً على أصالته وعراقته التقليدية التي يتوارثها المغاربة من جيل لآخر، ما ساهم في انتشاره عالمياً.

وخلال السنوات الماضية، أثار القفطان المغربي اهتمام مصممين عالميين من أمثال بالمان وإيف سان لوران وجون بول غوتييه وكريستيان لاكروا وكينزو. كما استهوى شخصيات عالمية من عالم السياسة والفن من قبيل سيدة البيت الأبيض الأسبق ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي ارتدته في إحدى زياراتها للمغرب، فضلاً عن ميغان ماركل زوجة الأمير هاري، والنجمة الأميركية البريطانية إليزابيث تايلور، والأميركية الراحلة ويتني هويستن وماريا كاري والممثلة سوزان سارندون والتركية توبا بويوكستون.

كما تحول إلى رمز للأناقة يستهوي نجمات عربيات من أبرزهن أصالة نصري وهيفاء وهبي وميادة الحناوي وديانا حداد ونوال الزغبي وشيرين عبدالوهاب، والراحلة وردة الجزائرية التي كان قد أهداها الملك محمد السادس قفطاناً مغربياً.

ويقدر عدد الصناع التقليديين المشتغلين في حرف تصميم وخياطة القفطان المغربي بأكثر من 75 ألف عامل، معظمهم يتمركزون في فاس والرباط ومراكش، بينما تقدر السلطات مساهمة اللباس التقليدي المغربي في صادرات البلاد نحو الخارج بـ16%، بما يقدر بـ3.5 ملايين دولار.

وخلال الأشهر الماضية، بدا لافتاً الحرص وإطلاق مبادرات رسمية وشعبية مغربية للاحتفاء به، وذلك من توجه الحكومة نحو تسجيله ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، حيث يرتقب أن يسجل رسمياً عام 2025، وذلك بعد تسجيله في يوليو/ تموز الماضي لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إسيسكو".

المساهمون